وقال: [من الكامل]
في كلِّ يوم نَشْطَةٌ ووَثاقُ … فَمَتى يَكونُ لدائِها إفراقُ
تَشكو صَداها والدُّموعُ مَناهِلٌ … ووَجى المَناسِمُ والخُدودُ طِراقُ
وقال يعاتب محمود صاحب حلب: [من لخفيف]
قَدْ قَنِعنا من وصلِكُم بالخيالِ … ورضينا من وعدِكُم بالمِطالِ
وصَبَرنا على مِلالِكُم الزا … ئدِ عن كلِّ مذهبٍ في المِلالِ
ورأينا ديارَكُم فلقينا … كل رسمٍ بالٍ بجسيم بالي
دارساتٍ وناحلين كما يُفْـ … ـرَقُ بين العُشَّاقِ والأطلالِ
خَبِّرونا عن الكرى واسمعوا … منَّا حديثَ الغرامِ والبَلبالِ
حفظَ اللهُ معشرًا ضيَّعوا العهَ … ـــــد وحالوا في سائر الأحوالِ
ثَقَّلَ الناسُ في الطِّلابِ وخفَّفْـ … ـتُ بجُهدي عليكَ من أثقالي
وأراني كل يومٍ إلى خلَـ … ـفٍ كأني خرجتُ في الخيالِ
ما اتَّفَقْنا إلا على صحبةِ الدَّهـ … ــــرِ ولكن بدا لكم وبدا لي
وقال أيضًا: [من البسيط]
نشدتُكَ الله هلْ أُنسيتَ ليلَتنا … على الثنيَّةِ دونَ السَّفحِ والعلمِ
لولا عَقابيلُ وَجدِ قلتُ وُدَّهمُ … كخُلَّبِ البَرقِ لم يُمطِر ولم يَدُمِ
وبانَةُ السفحِ تُغريني بذِكرِهمُ … وجدًا فيا ليتَها بانَتْ كَعَهدِهِمِ
آهًا لِقلبِكَ مِن نجدٍ وساكِنِهِ … لقد عَلِقتَ بِشعبٍ غيرِ مُلتَئمِ
يا طالبَ العِزِّ من خفضٍ ومن دَعَةٍ … ما يُدرَكُ المَجدُ بين الشاءِ والنَّعَمِ
قال أيضًا: [من الخفيف]
ما على أحسنِكُم لو أحسَنا … إنَّما نطلب شيئًا هيِّنا
قد شَجانا اليَأسُ مِن بُعدكمُ … فَغَدونا بأحاديثِ المُنى
لا وَسِحرٌ بينَ أجفانِكُمُ … فتَنَ الحُب بهِ من فتَنا
وحَديثٍ من مواعيدِكُم … تحسُدُ العَينُ عليهِ الأذُنا
ما رَحَلتُ العيسَ عنْ أرضِكُمُ … فَرَأَتْ عينايَ شَيئًا حَسَنا