للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السمرقندي (١) بإسناده عن قتادة الحسن عن أنس قال: قال رسول الله : "مَن صَدَّقَ مُنجمًا بما يَقُولُ فَقَد كَفَرَ بِما أُنزلَ عَلى مُحمدٍ". أخرجه ابن ماجه (٢).

وفي رواية: "مَن أتَى مُنجمًا أو كاهِنًا فَصَدَّقَهُ فَكأنَّما كَذَبَ بِما أُنزِلَ على محمدٍ".

وروى عكرمة عن ابن عباس قال: لما انصرف عليٌّ من الكوفة لقتال الخوارج بالنَّهروان، وكان معه مُسافرُ بنُ عَوفٍ بن الأحمر، وكان يَنظرُ في النجوم، فقال: يا أمير المؤمنين، لا تَسِرْ في هذه الساعة، فإنك إن سِرتَ فيها، أصابك وأصحابَك بلاء وشدة، وسِرْ في الساعة الثانية، فإنك تظفر بما تطلب. فقال أمير المؤمنين: الله لا إله إلا هو، وعلى الله فليتوكل المؤمنون. وقال: سمعت رسول الله يقول، وذكر هذا الحديث، ثم قال: ما كان لمحمد منجم، ولا للخلفاء بعده، فمن صدَّقَكَ بما تقول، فقد كذَّب بالقرآن، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ [لقمان: ٣٤]، ثم قال: يا ابن الأحمر، نخالفك ونسير في هذه الساعة التي نَهيتَ عنها. ثم أقبل على الناس، وقال: إياكم وتعلّم النجوم، إلا بما تهتدون به في ظلمات البر والبحر. يا ابن الأحمر، لئن بلغني بعدها أنك تنظر في النجوم، لأجلدنك جلد المفتري، ولأخلِّدتك الحبس ما بقيت، ولأحرمنك العطاء ما عشت وكان لي سلطان. ثم سار في الساعة التي نهاه عنها، فظفر بالخوارج وأبادهم (٣).

وقال: المنجمون أعداء إلى الرسل يكذبون بما جاؤوا به من عند الله، يتسترون بالإسلام ظاهرًا، ويستهزؤن بالأنبياء باطنًا. وذكر كلامًا طويلًا.

وفي رواية: أنَّ المنجم قال له: لا تسر في هذه الساعة، فإن القمر في العقرب. فقال له: قمرنا أو قمرهم.

وحكى لي شيخنا يوسف بن يعقوب الحربي قال: كان ببغداد رجل مُرجف، يقال


(١) وفي (خ): أبو القاسم بن محمود، وهو خطأ، انظر مشيخة ابن الجوزي ٨٩، واسمه إسماعيل بن أحمد بن أحمد ابن عمر.
(٢) في سننه (٦٣٩)، وأحمد في مسنده (٩٢٦٠) و (٩٥٣٦) من حديث أبي هريرة ولفظه: "من أتى كاهنًا أو عرافًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" ولم نقف على حديث أنس .
(٣) أخرج القصة مختصرة الحارث في "مسنده" (٥٦٤).