للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ربيع الأول تُوفي رئيس العراقيين أبو أحمد بن عبد الواحد بن الخضر النهاوندي على باب ملكشاه بأصبهان.

وفيه سار ملكشاه إلى خُوزستان، ودخل البصرة، فأقام يومًا واحدًا لمشاهدة المدِّ والجزر.

وفي ربيع الآخر تزوَّج الأمير قراقر بن كاكويه الديلمي أرسلان خاتون عمة السلطان وزوجة [الخليفة] (١) القائم، وحمل إليها مئتي ثوب أصنافًا وعشرة آلاف دينار. ودخل بها.

وفيه ورد كتاب أتْسِز الخُوارَزمي تاريخه سلخ صفر [من أول الجفار] بأنه قد سار إلى مصر.

وفيه زادت دجلة زيادةً عظيمةً، فنُقِلَ تابوت القائم من الدار إلى الرُّصافة في الليل خوفًا عليه من الماء، ولم يعلم به أحد.

وفيه سار أُرْتُق [بك] التركماني واسمه ساراكسك، فقطع حُلوان إلى القطيف، ومرَّ على البصرة، فنهب أصحابُه ما مرُّوا به، فأغلقت أسواقُها، وسُدَّت أبوابُ دروبها، وعَدِم الناسُ الماءَ ثلاثة أيام، وخرج إليه أعيان أهلها وقبَّحوا عليه ما فعل، فطلب منهم الجمال والروايا والزاد والمال ليذهب إلى الأحساء، فأعطوه بعض ما طلب، وسار منها في رجب إلى القطيف، فوجد يحيى بن العباس الخفاجي صاحبَها قد أخلاها ومضى إلى جزيرة أُوال، ونجم أرتق إلى الأحساء فنهبها، وكان بقلعتها جماعةٌ من القرامطة، فراسلوه وخدعوه، وقالوا: نحن نُعطيك عشرة آلاف دينار ونَخطُبُ للخليفة والسلطان. فأجابهم، فقالوا: ابعُدْ عنَّا مدة قريبة ليتراجع الناس، ونجمع المال. وأعطَوه رهائن، فرحل عنهم، فخرجوا إلى آبار غامضة في بساتينهم مملوءة طعامًا، فنقلوها إلى البلد، وعلم أرتق أنهم خدعوه، فعاد إليهم، وقتل من الرهائن عِدَّة، واحتبس منهم (٢) من رأى عنده رأيًا، وأخرب السَّواد، ونُهبت القرى، وامتلأت أيدي مَنْ معه من النهب، وقاسوا من شدة الحرِّ ما حملهم على طلب نفورهم، وكان هناك


(١) ما بين حاصرتين في هذا الموضع والموضعين الآتيين من (ب).
(٢) في (ب): عندهم.