وفي المُحرَّم ورد الخبر بوفاة شمس الملك تكين بن طمغاج خان صاحب سمرقند وما وراء النهر، وكانت وفاته بالقولنج، وأوصى إلى أخيه حسن أيتكين بأولاده وأهله بعد أن أجلسه موضعه، وردَّ حسنٌ سمرقند، فأفاض العدل، واستعمل الجميل، وبلَغَه أنَّ تكش أخا السلطان قد قطع جيحون، وأنه على قصد بخارى، فسار إليه حسن في ثمانية آلاف من التركمان، فالتقيا بجراورد بين بخارى وتِرْمِذ، فهُزِمَ تكش، وغَنِم حسنٌ عسكرَه، وقصده من الحانية عمر طُغرُلتكين، فالتقيا، فهرب حسنٌ وغنم ما في عسكره، ودخل سمرقند وقد اشتمل على النصر في الوقعتين، وورد الخبر أن تاج الدولة تُتُش قبض على مسمار أمير بني كلب، وسببه أنَّ تُتُش خرج يومًا يتصيَّد، فرأى قومًا، فاختفوا منهم، فطلبهم وأخذهم وفتَّشهم، فوجد معهم مكاتبات من مصر إليه ومنه إلى مصر، وورد الخبر بأن حصن الدولة ابن منزو كان مقيمًا ببانياس، فنقل أمواله إلى صور، وانتقل إليها، فقبض عليه ابنُ أبي عقيل المستولي عليها، وأخذ جميع ما نقله إليها.
وفي ربيع الأول فتح أبو بكر بن نظام الملك قلعة تكريت تسلَّمها من حسام بن المهرباط، وضرب الدنانير باسمه، فأنكر عليه الخليفة، فبطل ذلك.
وفيه وصل الحاجُّ وأميرُهم خطلج أدراز وهم له شاكرون.
قال محمد بن الصابئ: وفي يوم الثلاثاء خامس ربيع الآخر فتح مسلم بن قريش قلعة حلب، ونقل الغلَّات من الموصل إليها، وكتب إلى بغداد بالفتح.
وفي جمادى الأولى تُوفِّي العميد أبو منصور الأصفهاني بالبصرة، وأمر أن يُتصدَّق بألفي دينار مما خلَّفه على آل أبي طالب، وكان رئيسًا، نبيلًا فاضلًا، جامعًا للمحاسن ومكارم الأخلاق.
وفي ذي الحجة قُبِضَ ببغداد على ابن الرسولي الخباز وعبد القادر الهاشمي البزاز؛ انتسبوا إلى الفتوة، وكان ابن الرسولي قد صنَّف في الفتوة وفضلها كتابًا، وذكر قوانينها ورسومها، وجعل عبد القادر المتقدِّم على من يدخل في الفتوة، وأن يكونوا تلامذته، وكتب المُقدَّمين مناشر، وأقطعهم أصقاعًا، ولقَّب نفسَه كاتبَ الفتيان، وجعل ذلك طريقًا إلى منفعته ودعوات واجتماعات تعود على مصلحته، وكتب إلى خادم لصاحب مصر بمدينة