للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي رجب ورد الخبر بأن بهمنيار الشرابي اجتمع بملك شاه، وتكلَّم في نظام الملك، وذُكِرَ أنَّه ينثر من الأموال في كلِّ سنة سبعَ مئة ألف دينار، وأقام وجوهَها في الأماكن، وضمن أصفهان زيادة سبعين، فسُلِّمت إليه، فلم يَفِ بما قال، وفي أثناء ذلك جاء صوفيَّان إلى نظام الملك ومع أحدهما قُرصان، وقال: هذان من إفطار فلان الزاهد، فتبرَّكْ بأكل شيءٍ منهما. فأوما بيده إليهما، فغمزه الصوفيُّ الآخر، فكفَّ يده، وظهر له أنهما من دسيس ابن بهمنيار، فأُخِذَ الصوفيُّ ليُقتل، فمنعهم نظام الملك، ووهب له شيئًا، وأخبر السلطان، فقال ابن بهمنيار: هذه موضوعة عليَّ ليكون طريقًا إلى إبعادي عنك، تضييع المال الَّذي ضمنته. فتصوَّر إلى السلطان صحةُ قوله، فلم يسمع فيه قولًا، وعلت منزلتُه عنده (١).

وفي شعبان كان في الديوان إملاكٌ لأبي القاسم علي ابن نقيب النقباء الكامل على ابنة علي بن الملك جلال الدولة ابن بُوَيه، وكانت وردت من مصر بعد قَتْلِ أبيها هناك.

وفيه أُفرجَ عن الرسول وعبد القادر الهاشمي متقدِّم الفتيان ومَنْ كان في الاعتقال منهم.

وفي شوال توفِّي دُبيس بن مَزْيَد.

وفيه ورد الخبر بأن أبا الحسن علي بن مُقَلِّد بن نصر صاحب تل الحسن أخذ حصن شَيزَر من الروم.

قال محمد بن الصابئ: وقفتُ على كتاب بخطِّه منه: كتابي هذا من حصن شَيزَر وقد رزقني الله تعالى من الاستيلاء على هذا المعقل العظيم ما لم يتأتَّ لمخلوق، ومن دون هذا الحصن بيض الأنوق، ومن وقف على حقيقة الحال علم أني هاروت هذه الأمة، وسليمانُ الجِنِّ المَرَدة، وأنني أُفرِّقُ بين المرء وزوجته، وأستنزل القمر من محلِّه، وأجمع بين الذئب والغنم، إنِّي نظرتُ إلى هذا الحصن فرأيتُ أمرًا يُذهِلُ الألباب، ويُطيشُ العقول، يسع ثلاثة آلاف رجل، ليس عليه حصار، ولا فيه حيلةٌ لمحتال، فعمدت إلى تلٍّ قريبٍ منه يُعرف بتلِّ الحسن، فعمَرْتُه حصنًا، وجعلتُ فيه عشيرتي


(١) الخبر في المنتظم ١٦/ ٢١٦.