للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: السبب أنَّه طُولِبَ بأملاكٍ في بلده أُظهِرَت كتُبُها، فقال: لم يطالبْ بها والدي فلِمَ أُطالبُ بها أنا؟ إن كان هذا لأجل الخِلَعِ فما أُريدها. ورحل، ثم أُنفِذَت إليه الخِلَعُ بعد مدة مع مختصٍّ الخادم إلى بلده، وأمسك عن الأملاك التي بقُربه.

وقدم خطلج والحاجُّ سالمين في سلخ صفر.

وفي ربيع الأول وردت البشائر من أصبهان بأن السلطان أجاب إلى تزويج ابنته من الخليفة.

قد ذكرنا خروج الوزير فخر الدولة إلى أصبهان في السنة الماضية بهذا السبب ومعه الخِلَعُ والهدايا للسلطان والجماعة وما تقصر عن عشرين ألف دينار، ووصل فخر الدولة إلى أصبهان يوم الخميس ثالث ذي الحجة، وخرج إليه نظام الملك والأمراء والوجوه، واتَّفق وفاةُ داود بن السلطان يوم الجمعة حادي عشره، فلمَّا انقضى الشهر عن الوفاة جارى فخرُ الدولة نظامَ الملك في معنى الوصلة، وكان معه خادمٌ بهذا السبب، فقال لخادم المملكة: عندي (١) في هذا أصلٌ مقرَّر، فاكتبوا إلى أمير المؤمنين ليُجهِّز من يتحدَّث مع والدة الصَّبيَّة، وإما أن يعودوا يحتجُّوا بهذه المصيبة الحادثة، وأمَّا إذا مضت الأيام وسلي هذا الحُزْن (٢) فأجْدَدْتُ خُطاي. فقال فخر الدولة: ما عندي في هذا أمرٌ أقوله، وإنما هذا الخادم حكى لي أنَّ هذا الأمر جرى ها هنا عامَ أول، فأنفذني الخليفةُ لإتمامه والمسير في صحبة هذه السيدة، وأنفذ هذا الخادم ليتولَّى أمرها. فقال مَنْ مع فخر الدولة لنظام الملك: نحن إذا كتبنا نعلم أن الخليفة يردُّ الأمر إليك، فافعل ما تراه. فقام نظام الملك، ومضى إلى خاتون، وقال لها: أمير المؤمنين راغبٌ إليك في الوصلة إلى ابنتك. فقالت: قد رغب إليَّ في ذلك ملك غزنة لابنه، وملوك الجابية، وبذل كلُّ واحد منهم أربعَ مئة ألف دينار، فإن أعطاني أمير المؤمنين هذا القدر كان أحبَّ إليَّ من غيره. فقال النظام: أمير المؤمنين لا يُواجَه بمثل هذا. وجرَتْ مخاطباتٌ انتهت إلى تسليم خمسين ألف دينار عن حقِّ الرضاع وزنًا نقدًا، وهذه عادة الترك عند التزويج، ومئة ألف دينار نقدًا مهرًا. فقال فخر الدولة: نحن


(١) في (خ): فقال الخادم الملك ما عندي، والمثبت من (ب).
(٢) في (خ): المهر! والمثبت من (ب).