وأحرقهم، وكتب على باب المسجد: أمير المؤمنين معاوية العدل الرضا، ثم الإمام صالح المؤمنين - يَزيدُ ابنُهُ - وسلَّط العوام، فكانوا يتعرَّضون لأهل البيت عليهم الصلاة والسلام، وبلغ الخليفة، فقامت عليه القيامة، وأحضر نقيب النقباء الكامل إلى البصرة، فالتجأ ابن الشاموخي إلى الجامع، وأقام يتعبَّد، ورجع عن تلك الأفعال، وثار عليه الهاشميون، وقصدوا قتله، ونهبوا منزله، فدافع عنه أصحابُه، وقُتِلَ بينهم جماعة وهرب، ثم أصلح النقيبُ الحال.
وفي ربيع الآخر تكلَّم على العوام رجلٌ قاصٌّ، فقال: هذه المدرسة التي بناها الطوسي -يشير إلى نظام الملك- مدرسةٌ للدين، مفسدةٌ على المسلمين، ويجب أن تُنقَض وتُدْرَس، ثم هرب إلى دار علي بن عقيل، فبعث عميد الدولة، فكبس دارَ ابن عقيل، وأخذ القاصَّ فأدَّبه وحبسه، وهرب ابنُ عقيل إلى الحريم.
وفيه أمر السلطان بأن يكتب لوحان مضمونهما رفع المكس عن قافلة الحاجِّ صادرة وواردة، وكتب في أول اللوحين اسم المقتدي، وبعده اسم السلطان، وجعل أحدَهما على باب الحلبة، والآخرَ في باب جامع القصر، ولعن من يُغيِّر ذلك أو يُبدِّله.
وفي رجب عاد الوزير أبو شجاع من أصفهان على أن يلازم داره بباب المراتب ولا يركب إلى دار الخليفة، فأخرج له الخليفة الموكب إلى الحلبة لتلقِّيه، ودخل إلى باب الحجرة وخدم، وخرج له التوقيع بما سُرَّ به، وانكفأ إلى منزله، ثم كتب الخليفةُ إلى نظام الملك في معناه، وبقبيح ما فعل معه من منعه هذه المدة.
وفيها سار تُتُش إلى حلب، فأخذ من غلَّاتها ما باعه بثمن بخس عجلةً وسرعةً. قيل: إن ملك شاه كتب له بمال على ابن قريش فمَطَله، فسار بنفسه وباع ما قدر عليه، وأنفذ مسلمٌ أصحابَه لحفظ حلب، فغاظ تُتُش، وأقام بجسر الحديد وما يقارب حلب، وأمر أُرْتُق بك بشنِّ الغارات على حلب، فظفر أصحابُه بطلائعَ من العرب، فأسروا منهم نيفًا وثمانين رجلًا، فقتلهم أُرتق بك جميعَهم، وعاد أصحابُ مسلم إلى القابوسية، ووردت كتب السلطان إلى أخيه بأن يرجع إلى دمشق ولا يُقيم ببلد حلب، وإلى أُرْتُق بك بالعود إلى بابه، ففارقه أُرْتُق بك من جسر الحديد، وسار تُتُش إلى دمشق، فنزل