إذا طالَ الطريقُ عليك يومًا … فليسَ دواؤُهُ إلَّا الصديقُ
تُحادِثُهُ وتشكو ما تُلاقي … ويَقرُبُ بالحديثِ لكَ الطَّريقُ
وقال: [من البسيط]
لمَّا أتاني كتابٌ منكَ مبتسمًا … عن كلِّ لفظٍ ومعنًى غير محدودِ
حكَتْ معانيه في أثناءِ أسطُرِهِ … أفعالكَ البِيضَ في أحواليَ السُّودِ
ومنها: [من المجزوء الكامل]
جاء الربيعُ وحُسْنُ ورْدِهْ … ومضى الشتاءُ وقُبْحُ بَرْدِهْ
فاشرَبْ على وجهِ الحبيـ … ـبِ ووجنتيهِ وحُسْنِ خَدِّهْ
ذكر وفاته:
تُوفِّي ليلةَ الأحد الحادي والعشرين من جمادى الآخرة بدار الخلافة من الجانب الشرقي في دار المظفر بن رئيس الرؤساء، وغسَّله ابنُ عقيل، وتقدَّم الخليفةُ بأن يُحمَلَ تابوتُه إلى باب الفردوس، فصلَّى عليه الخليفةُ أولَ النَّاس، ثم صلَّى عليه المظفر بن رئيس الرؤساء وهو يومئذٍ نائب بالديوان، ثم حُمِلَ إلى جامع القصر فصُلِّي عليه، ثم حُمِلَ إلى باب أبرز فدُفِنَ به، وقبره ظاهرٌ يُزار.
وقال أبو يعلى: رأيتُ أبا إسحاق في المنام بعد موته، فقلتُ له: أليس قد مِتَّ؟ قال: لا والله ما مِتُّ، ثم قال: أبرأُ إلى الله من المدرسة وما فيها. قلتُ: أليس قد دُفِنتَ في التوبة التي تُعرف ببيت فلان؟ فقال: لا والله ما مِتُّ.
وقال ابن عقيل: رُؤي أبو إسحاق في المنام وعليه ثياب بيض، وعلى رأسه تاج، فقيل له: ما هذا؟ فقال: الثيابُ شرفُ الطاعة، والتاجُ عِزُّ العلم.
وقد روى عن أبي إسحاق جماعةٌ من الأئمة، وكانت له اليد العليا في المناظرة واللسان الذَّلِق في الجدال والمشاجرة، حتَّى ضُربت به في ذلك الأمثال، وفاق النُّظراء والأمثال.
قال أبو زكريا بن السلار العقيلي: [من الطَّويل]
كفانيَ إذْ عَنَّ الحوادثُ صارمٌ … يُنيلُنيَ المأمولَ بالأَثْرِ والأَثَر
يقدُّ ويفري في اللِّقاء كأنهُ … لسانُ أبي إسحاقَ في مجلسِ النَّظر