شيئًا، وكان جماعةٌ من عسكر السلطان بديار بكر منهم الكوهراني وقراتكين وأنوشكين، فراسلوه، وقربوا منه، وقالوا: إن كنت عاصيًا سِرْنا إليك، وإن كنتَ طائعًا فيجب أن تجتمع معنا على خدمة السلطان.
وراسلوا التركمان الذين معه، وخرجوا ولم يبقَ معه إلا أصحابُه وخواصُّه، وأعاد الجواب أنَّني سامع مطيع، غير أنَّ ابنَ جَهير جعل في نفس السلطان أنني خلَّصتُ ابنَ قريش من آمد، وقد تشوَّشَتْ نيتُه، وما آمَنُ على نفسي منه، وأنا أمضي إلى حلب فأقيم بظاهرها بإزاء سليمان بن قُتُلْمِش وأكفُّه عن فساد (١) طرأ منه، وقد كانت الكتب وردت إليَّ بذلك ويطلبها منه.
وفي جمادى الأولى فتح ابنُ جَهير ميَّافارقين عنوةً، واستولى على مملكة بني مروان.
ذكر السبب:
كان الطنطاق الحاجب المقيم معه شحنةٌ في تلك الأعمال، مائلًا إلى أخذ البراطيل ممن كان في ميَّافارقين، فلذلك طال المُقام عليها، واتَّفق وفاته، فوجد ابنُ جَهير في تركته مكاتبات القوم إليه، فكتب إليه سعد الدولة الكوهراني، فلحق به فأوقفه على الكتب، وصدقوا القتال ثلاثة أيَّام، ففتح البلد يوم الثلاثاء سادس عشر جمادى الأولى.
وفي يوم الخميس تاسع جمادى الآخرة قُبِضَ على تُكش، وحُمِلَ إلى قلعة فيروز كورة من أعمال الدامغان، فوصلها في العشرين من رمضان واعتُقِلَ فيها.
وفيها توفِّي قاضي القضاة ابن الدامغاني، وخلع على أبي بكر محمَّد بن المظفر الشاهد، وولي قاضي القضاة.
وفي رمضان ورد زعيم الرؤساء أبو القاسم بن فخر الدولة بغداد ومعه من أموال بني مروان ما ظفر بها أبوه، ونزل في دار المملكة، ثم خرج في شوال متوجِّهًا إلى أصبهان، وبعث الخليفةُ تاجَ الرؤساء أخا الوزير أبي شجاع مختصَّ الخادم إلى السلطان بسبب الوصلة بابنة السلطان، وبعث معهما بالتحف والهدايا.
وفي ذي القعدة تُوفِّي حاجب باب النُّوبي، وسنذكره إن شاء الله تعالى.