للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي رواية: نُقِلَ جهازُها في ثلاثة أيَّام (١) على الجمال والبغال أثواب الديباج، وفي أعناقها أرسان الحرير وقلائد الذَّهب، والصناديق مملوءة ذهبًا وفضة وجواهر.

وجاءت والدة الخليفة وعمته إلى دار المملكة في الليل، وضربوا السرادق من دجلة إلى الدار، فنزلت خاتون وقبَّلت الأرض بين أيديهما، وسلمت إليهما ابنتَها، وأصبح الخليفة، فعمل لأصحاب السلطان سِماطًا لم يُعمَلْ مثلُه، استعمل فيه أربعون ألف منّ من السكر، وخلع على خواص أصحاب السلطان، وكان السلطان قد خرج ليلة الزفاف إلى الصيد فأقام ثلاثًا.

وفي صفر خرج السلطان ومعه نظام الملك نحو أصبهان، وخرج الوزير أبو شجاع معه مُودِّعًا إلى النهروان، وعاد.

وفيه وُلدَ للسلطان ولدٌ سمَّاه محمودًا، وولي الأمر بعد أبيه، وسنذكره إن شاء الله تعالى.

وفي شعبان وردت كتب السلطان إلى الخليفة يسأله أن يخطب لابنه الأمير أحمد بن ملك شاه من بعد ذكر أبيه، وكان السلطان قد جعله وليَّ عهده، ومشى في ركابه، فتقدَّم الخليفةُ إلى خطباء المنابر بذلك، ونُثِرت الدنانير على الخطباء.

وفيه زُلزلت هَمَذان وأعمالُها زلزلة عظيمة دامت سبعة أيَّام، فهلك تحت الردم خلق كثير، وهرب النَّاس إلى البرية.

وفي ذي القعدة ولِدَ للخليفة من بنت السلطان ولدٌ أسماء جعفرًا، وكنَّاه أبا الفضل، وجلس الوزير للهناء بباب الفردوس، ونُصِبت القباب، وزُيِّنت بغداد من الجانبين، ونُثِرت الدنانير والدراهم.

وفيها بنى تاج الملك أبو الغنائم المدرسة التاجية بباب أَبْرز، وضاهى بها النظامية، ووقفها على الحنفية، وقيل: على الشَّافعية، ودرَّس بها [في] (٢) أول السنة الآتية أبو بكر الشاشي (٣).


(١) في (خ): أعوام، والمثبت من (ب).
(٢) ما بين حاصرتين من (ب).
(٣) تنظر هذه الأخبار بنحوها في المنتظم ١٦/ ٢٦٧ - ٢٧١.