للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخيه سنجر يطلب منه مالًا قسَّط عليه أهل نيسابور، حتَّى أُخِذ من الحمامات والخانات، والكبير والصغير، والقوي والضعيف، وسار إلى محمد ليقصد بغداد، وكان بركياروق قد تفَرَّق عنه عسكره، فوصل إلى بغداد في خمسة آلاف فارس، وخرج الموكب لتلقِّيه، فنزل بدار المملكة، ولمَّا وصل لم يرد سيفُ الدولة صدقة إلى خدمته، فراسله السلطان، فقال: إن أردتَ أن أكون في خدمتك فسلِّمْ إليَّ الوزير أبا المحاسن الدِّهِسْتاني، وكان الوزير قد نفذ إلى سيف الدولة قبل ذلك يقول: قد اجتمع عليك للخزانة ألفُ ألف دينار، فإن حملتَها وإلا قصدناك. وكان رسولُ العميد، فأنزله في خيمة، ولمَّا قرأ كتاب الوزير أمر أن تُقطع أطنابُ الخيمة، فقُطعت فوقعت عليه، فخرج وركب فرسه وقصد بغداد، وكتب إلى صدقة من الطريق: [من الرجز]

لا ضُرِبَتْ لي بالعراقِ خيمةٌ … ولا عَلَتْ أناملي على قَلَمْ

إن لم أقُدْها من بلاد فارسٍ … شعثَ النواصي فوقَها سودُ اللِّمَمْ

حتَّى تُرى لي في الفرات وقعةٌ … يُشربُ منها الماءُ ممزوجًا بدمْ

وقطع صدقة خطبة بركياروق، وخطب لمحمد.

وفيها وصل محمد وسنجر إلى النَّهروان، وكان بركياروق مريضًا، فنقلوه إلى الجانب الغربي، ودخل محمد وسنجر بغداد في الخامس والعشرين من جمادى الآخرة، وسار بركياروق إلى واسط، ثم إلى الجبل، وقُطعت خطبتُه ببغداد، وخُطب لمحمد شاه، ونزل بدار المملكة، ونزل سنجر بدار سعد الدولة.

وقال أبو يعلى بن القلانسي: في ربيع الأول جمع سُكْمان بن أُرْتُق خلقًا كثيرًا من التركمان، وزحف بهم إلى سَرُوج فملكها، وحشد الفرنج من الرُّها وغيرها وساروا إليه، فهرب التركمان، فضعُفَتْ نفسُه وانهزم، وجاء الفرنج إلى سَرُوج فقتلوا أهلها وسَبَوْهم، ولم يُفْلِتْ إلا من انهزم.

وفيها وصل كُنْدُفري صاحبُ القدس إلى عكَّا وأغار عليها، فأصابه سهمٌ فقتله، وكان قد عمَّر يافا وسلَّمها إلى طُنْكري، فلما قُتِلَ كُنْدُفري سار أخوه بَرْدَويل القُومَص صاحب الرُّها إلى القدس في خمس مئة فارس وراجل، فجمع شمسُ الملوك دُقاق العسكرَ، وجاءه جناحُ الدولة صاحبُ حمص، وكان في خمس مئة فارس، وكان