للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولمَّا قدم بغداد ونفق كلامُه وكان البرهان الغزنوي يعظ بها، فانكسر سوقُه، فقال الدهَّان (١): [من السريع]

للهِ قطبُ الدينِ من عالمٍ … منفردٍ بالعلمِ والباسِ

قد ظهرت حُجَّتُهُ للورى … قام بها البرهانُ للناسِ

والبرهان عيسى بن عبد الله الغزنوي كان يُظهر مذهب الأشعري على المنبر، فيُرجم من كلِّ ناحية، ويُكلِّم العباديَّ في الربا وبيع القراضة بالصحيح، وأنكر ذلك، فمُنع من الجلوس، وأُمر بالخروج من البلد، فخرج إلى مرو وأقام بها إلى هذه السنة، فتوفِّي غرَّة جمادى.

وقيل: مات سنة سبع وتسعين.

نبذة من كلامه:

ذكر في تأويل قوله تعالى: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ [غافر: ١٩] قال: [هو] (٢) رقيب العين، وقريب القلب.

وقال: قد تأخَّر الغيثُ، وقحط الناس، وصارت المعاصي عمامًا يمنع قطرات الغيث، فانزعوا عن العيث.

وطلب يومًا لفقير شيئًا، فأعطاه رجلٌ دينارين، فقال: [يا صاحب الدينارين، كفاك اللهُ همَّ الدارين].

وقال: السَّحَرة نزلوا تحت الشجرة فنالوا الثمرة.

وقال في قصة موسى حين شمَّ التفاحة فمات: كان شمُّ نفَسِه سُمَّ نَفْسِه.

وسُئِلَ: لِمَ (٣) لم يؤدَّبْ آدمُ في الجنَّة؟ فقال: كيف يُقامُ حدُّ الأدب في دار [الأنس و (٤)] الطرب.

وقال: السعيد في الجنَّة الرحيق، والبعيد في النار الحريق.


(١) تحرفت في (خ) إلى: البرهان والمثبت من (ب)، والنجوم الزاهرة ٥/ ١٨٦.
(٢) ما بين حاصرتين من (ب).
(٣) في (خ): لو، والمثبت من (ب).
(٤) ما بين حاصرتين من (ب)