للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الزَّبْزَبَ (١) وجميعَ أربابِ الدَّوْلة، ومع سديد الدَّوْلة خَطُّ الخليفة وهو: أَجِبْ يا جلال الدِّين داعي التوفيق مع مَنْ حَضَرَ من الأصحاب لتعودَ إلى مستقرِّ عِزِّك مُكَرَّمًا. فأقبلَ معهم، وجَلَسَ للوِزارة في الدِّيوان سادس ربيع الآخر.

[وفي جمادى الآخرة] (٢) ورد ابنُ الباقَرْحي بكُتُبِ سنجر ومحمود بتسليم النِّظامية إليه، فلم يرضَ به الفقهاء، فألزمهم الخليفة.

ثم ورَدَ في آخر شعبان أسعد المِيْهَني، فأَخَذَ المدرسة والنَّظَر فيها وفي نواحيها، وقَلَّل جامكيات الفقهاء، فامتنعوا من الحضور عنده، فخرج إلى السُّلْطان ليعرِّفه، واستناب خواجا أبا الفتح بن برهان، فذكر الدَّرْسَ يومًا، فأحضره الوزير ابن صَدَقة، وأَسمعه ما يكره، وتقدَّم إلى القاضي بردِّ شهادته، وأُلْزِمَ بيتَه، وأَمَرَ ابنُ صَدَقَة أبا منصور بن الرَّزَّاز بالنِّيابة في المدرسة (٣).

وفيها توفي وزيرُ رِضْوان صاحب حلب، وهو أبو الفَضْل بن الموصول، وكان حَسَنَ السِّيرة، عادلًا، يفعل الخير، ويسكت عن الشَّرِّ (٤).

وفيها وَصَلَ الأُسطول المِصري إلى صُور، وهو مشحن بالمال والرِّجال البحرية والعَسْكرية، وكان في نَفْس الوالي بصور من قِبَلِ المِصريين أن يعمل على سيف الدولة مسعود الوالي من قِبَل طُغْتِكِين، فلما خَرَجَ للسلام على والي الأسْطول سألوه النُّزول، فَنَزَل في المركب، فاعتقلوه، وبعثوا به إلى مِصر، فأُكرم، وأُنزل في دارٍ، وأُطلق له ما يحتاج إليه. وكان السبب في اعتقاله أنَّ الشكاوى من أهل صور كَثُرَتْ إلى صاحب مِصر منه، وأنه يكلِّفُهم ما لم تجرِ به العادة، وكان قد أَضَرَّ بهم، فاقتضى التدبيرُ اعتقالَه، لكن كان في ضمن خروجه منها أَخْذُ الفرنج لها (٥).


(١) ضرب من السفن، "اللسان"، (زبب).
(٢) ما بين حاصرتين من (ب).
(٣) انظر "المنتظم" ٩/ ٢٤٥ - ٢٤٦.
(٤) انظر: "ذيل تاريخ دمشق" لابن القلانسي: ٣٢٩، وقد ذكر ذلك في حوادث سنة (٥١٦ هـ).
(٥) انظر المصدر السالف.