للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتزوَّج الخليفة ابنةَ السُّلْطان سنجر، [وتقدَّم في رجب إلى نظر الخادم بالمضيِّ إلى سنجر] (١) لإحضار الجهة (٢)، وكان المتولي للعقد القاضي الهروي.

[ورأيتُ في "تاريخ" أبي يعلى بن القلانسي لدمشق أن الهرويَّ قُتِلَ في هذه السنة، فقال: وفي سنة ثمان عشرة وخمس مئة ورد الخبر من العراق بأن قاضي القضاة زين الإسلام أبا سَعد محمد بن نَصر بن منصور الهروي (٣)]، كان قافلًا من ناحية خراسان بجَواب السُّلْطان سنجر عما صَدَر على يده إليه، فدخل جامع هَمَذَان، فوثَبَ عليه قومٌ من الباطنية رُتِّبوا له، فَضَربوه بسكاكينهم حتى قتلوه وهربوا، فلم يُوقَفْ لهم على خبر [ولا بان لهم أثر] (٤) وسنذكره إنْ شاء الله تعالى، [ويقال له بِشْكان] (١).

وفي جمادى الأولى تكاملتِ المثمَّنة التي تحت التَّاج، وهي قائمة إلى هلمَّ جَرَّا، وكان الخليفة [قد] (١) بناها لبنت [السُّلْطان] (١) سنجر ليبني بها فيها، وأخذ الدُّور المشرفة على دِجْلَة إلى مقابل مشرعة الرِّباط، ليبني ذلك كله مسناة واحدة.

وفي شعبان وصلتِ الأخبار إلى بغداد، بأنَّ قافلةً واصلةً من خراسان - وقيل من دمشق - فيها باطنية قد نُدبوا لقتل أعيان الدولة، مثل الوزير، ونَظَر، وغيرهما، وغُمز عليهم، فَصُلِبَ البعض، وغُرِّق البعض، وغُمِزُ على [ابن أيوبّ] (١) قاضي عُكْبَرَا، فَنُهِبَتْ داره، فَوجِدَ فيها أجوبة منهم، ووصل الخبر [بأنهم وثبوا] (٥) في آمد ليملكوها، فظهر عليهم أهلُ البلد، فقتلوا من الباطنية سبع مئة رجل.

وفيها كاتَبَ أهلُ حلب آق سُنْقُر البُرْسُقي إلى المَوْصِل، فسار إلى حلب، فَسَلَّمها إليه أهلُها، وهَرَب سُكْمان بن أُرْتُق، فلحقه البُرْسُقي بمنبج فقتله.


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) الجهة لقب يطلق كناية عن زوج الخليفة أو السلطان، انظر: "التعريف بمصطلحات صبح الأعشى": ٩٣.
(٣) في (ع): وفيها قتل قاضي القضاة زين الإسلام محمد بن نصر بن مسعود الهروي، كان قافلًا … وما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٤) ما بين حاصرتين من (م) و (ش)، وانظر "ذيل تاريخ دمشق" لابن القلانسي: ٣٣٦.
(٥) في (ع): ووصل الخبر منهم وثبوا في آمد، والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش).