للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بديهةٌ ما اسْتَعَانَتْ عند تَقْفِيَةٍ … بذِكْرِ هِيتٍ ولا مرَّتْ بتكْرِيتا (١)

وقال أَيضًا: [من الكامل]

خُذْ ما صفا لك فالحياةُ غُرورُ … والدَّهْرُ يَعدِلُ تارَةً ويجورُ

لا تَعْتِبَنَّ على الزَّمانِ فإنَّه … فَلَكٌ على قُطْبِ اللَّجَاجِ يَدُوْرُ

أبدًا يُوَلِّدُ تَرْحَةً من فَرْحَةٍ (٢) … ويَصُبُّ غَمًّا منتهاه سُرورُ

تعفو السُّطوْرُ إذا تقادَمَ عَهْدُها … والخَلْقُ في رِقِّ الحياةِ سُطُورُ

كلٌّ يَفِرُّ من الرَّدى ليفوتَهُ … ولهُ إلى ما فَرَّ منه مَصيرُ

فانْظُرْ لنَفْسِك فالسَّلامةُ نُزْهةٌ (٣) … وزمانُها ضافي الجناح يطيرُ

مرآةُ عَيشِكَ بالشَّبابِ صقيلةٌ … وجَناحُ عُمْرِكَ بالمشِيبِ كسيرُ

بادِرْ فإنَّ الوقتَ سَيفٌ قاطعٌ … والعُمْرُ جَيشٌ والشَّبابُ أميرُ (٤)

وقال: [من السريع]

طول الحياةِ ما لها طائِلُ … نَغَّصَ عندي كل ما يُشْتَهى

أصبحتُ مِثْلَ الطِّفْلِ في ضَعْفِهِ … تَشَابَهَ المَبْدَأُ والمُنْتَهى

فَلِمْ تَلُمْ سَمْعِي إذا خانني … "إنّ الثَّمانين وَبُلِّغْتَها" (٥)

قوله "إنَّ الثَّمانين وَبُلِّغْتَها" (٦) تَضمين لعوف بن مُحَلِّم الشَّيباني، أنشده لعبدِ الله بن طاهر (٧).


(١) الأبيات ما عدا البيت الأخير في "خريدة القصر": ١/ ٨ - ١١ مع اختلاف في بعض الألفاظ.
(٢) في (ع) أن يولد فرحة في ترحة، وفي (ح) "من" بدلًا من "في"، والمثبت من (م) و (ش).
(٣) في "الخريدة": نُهْزَة.
(٤) الأبيات في "الخريدة": ١/ ٢١ - ٢٣.
(٥) الأبيات في "الخريدة": ١/ ٣٤ - ٣٥.
(٦) البيت هو:
إن الثمانين وبُلِّغتَها … قد أحوجت سمعي إلى ترجمان
وهو دائر في كتب العربية، انظره في "أمالي القالي": ١/ ٥٠، و"أمالي ابن الشجري": ١/ ٣٢٩.
(٧) عوف بن مُحَلِّم الشيباني، شاعر صاحب أخبار ومعرفة بأيام النَّاس، وكان نديمًا لطاهر بن الحسين والد عبد الله بن طاهر، ثم بعد وفاة طاهر قَرَّبه عبد الله، وأنزله منزلته من أَبيه، وتوفي نحو سنة (٢٢٠ هـ).=