للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مماليك [جَدِّه أتابك] (١) طُغْتِكِين، [ثم قتله جماعة مِنْ خَدَمِهِ في سنة ثلاثٍ وثلاثين وخمس مئة، وأجلسوا أخاه محمدًا مكانه، وسنذكره] (٢).

وكان إسماعيلُ شهمًا شُجاعًا مِقْدامًا، مهيبًا [وهو الذي خلَّص بانياس من الفرنج] (١)، وكانت سيرتُهُ أَوَّلَ ولايته من أحسنِ السِّيَر، أَسْعَرَ بلادَ الفرنج بالغارات، وإنما تغيَّرَتْ سيرتُه في آخر أمره ومدَّ عينه إلى أموال الرَّعية، وأربابِ الدَّولة، وتناهى في ارتكابِ القبائح والمنكرات، وظهر منه بخلٌ زائد، وميلٌ إلى الدَّنايا (٣) بحيث لا يأنَفُ من تناول الخسيس الحقير بالعُدْوان.

[وقد ذكر قصته أبو يعلى بن القلانسي، وذكر بمعنى ما ذكرنا، وفيه بأن الكرديَّ بدران سقَط الله عليه (٤) أمراضًا في نحوه، فمات بعد أن ربا لسانه، وخَرَجَ على صدره، [وكان قتل إسماعيل في اليوم الذي مات في مثله بدران، ليكونا عبرة لأهل الظلم والعدوان، تقدَّمه بدران بثمانية أيام] (٥).

وكان مولد إسماعيل في جُمادى الآخرة سنة ستٍّ وخمس مئة، وقيل: في ربيع الآخر [من هذه السنة] (٦).

[وذكر (٧) مجيء زَنْكي ومنازلته لدمشق، فلما يئس منها وكان الخليفة قد استدعاه استقرَّ أن يخطبوا لأَلْب رسلان بن السلطان محمود الذي مع زَنْكي، ورَحَلَ] (٨).


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) أي قتلوا شهاب الدين محمود بن بوري، وما بين حاصرتين من (م) و (ش)، وانظر ص ٣١٩ - ٣٢٠.
(٣) في (ع) الدنيا، والمثبت من (ح).
(٤) في (ع) و (ح): وسلط الله على بدران الكافر أمراضًا في نحوه. . والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٥) في (ع) و (ح): وخرج على صدره قبل قتل إسماعيل بثمانية أيام. . .، وما بين حاصرتين من (ش)، والعبارة غير مستقيمة في (م)، وانظر "ذيل تاريخ دمشق" لابن القلانسي: ٣٩٠.
(٦) في (ع): الأول، والمثبت من (ح) و (م) و (ش)، وما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٧) يعني ابن القلانسي.
(٨) في (ع) و (ح): ولما استدعى الخليفة زنكي ويئس من دمشق استقر أن يخطبوا لألب أرسلان بن السلطان محمود الذي مع زنكي، والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش)، وانظر "ذيل تاريخ دمشق": ٣٩٠ - ٣٩٢.