للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من عُصاةٍ أضمروا الغَدْرَ فهم (١) … أَهْلُ نَصبٍ ونفاقٍ وعنادِ

قتلوا الظَّافر ظُلْمًا وانتحوا … لبني الحافظ بالبيضِ الحِدادِ

واعْتدى عَبَّاس فيهمْ وابنُه … مثلَ عُدْوان يزيدٍ وزِيادِ

مِثْل سَفْرٍ قتلوا هادِيهُمْ … ثُمَّ ضَلُّوا ما لهمْ مِنْ بَعدُ هادِ

جاءهمْ في مثل ريح صرصر … فتولوا مِثْلَ رَجْلٍ من جَرَادِ

بعدما غَرَّهُمُ إملاؤه … ولهيبُ الجَمْرِ من تحت الرَّمادِ (٢)

وقال الجليس بن الجَبَّاب: [من الطويل]

سَقَتْها بأكنافِ العميم الغمائِمُ … رسومٌ لها تبكي المطيُّ الرَّواسمُ

عطاءٌ مُتاحٌ لم تُعِقْه عوائِقٌ … ومالٌ مباحٌ لم تَصُنْه الخواتِمُ

وبَذْلُ لُهى يجنى بأيْسره الغِنى … هو الجودُ لا ما ظَنَّ كعبٌ وحاتِمُ

إلى ملكٍ يعلو الملوكَ مَحَلُّه … كما تعتلي فوق الكعوبِ اللَّهازِمُ

يَحُفُّ به من آلِ رُزِّيك صِيدُها … كما حَفَّ بالبَدْرِ النُّجومُ الهوائِمُ

له في ذَرَا غَسَّان بيتٌ مُطَنَّبٌ … فِنا الحَظِّ أوتادٌ له ودعائِمُ

ولما ترامى البَرْبَرِيُّ بجهلِهِ … إلى فَتْكةٍ ما رامها قَطُّ رائِمُ

وجاهَرَ بالوُدِّ القديم منافقًا … وأظهر نُصحًا وهو للغِشِّ كاتِمُ

ركبْتَ إليه مَتْنَ عَزْمتك التي … بأمثالها تُلْقى الخطوبُ العظائِمُ

وقُدْتَ له الجُرْدَ العِتاقَ كأَنَّما … قوائمُها عند الطِّرادِ قوادِمُ

وقمتَ بحقِّ الطالبيِّينَ طالبًا … وغيرُك يُغْضي دونه ويُسالم

أَعَدْتَ إليهمْ مُلْكهُمْ بعدما لوى … به غاصِبٌ حَقَّ الأمانةِ ظالِمُ

فما غالِب إلا بَنْصرك غالِبٌ … ولا هاشمٌ إلا بسَيفكَ هاشمُ (٣)

من أبيات.


(١) في (ع) و (ح): من عبيد السوء فهم، ولا يستقيم به وزن هذا الشطر، والمثبت من "الخريدة" قسم شعراء الشام: ٢/ ١٩٩.
(٢) انظر الأبيات في "خريدة القصر" قسم شعراء الشام ٢/ ١٩٩ - ٢٠٠.
(٣) انظر أبياتًا منها في "خريدة القصر" قسم شعراء مصر: ١/ ١٩٠ - ١٩١.