للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[(١) يا وحشة الإسلام يوم تمكَّنت … في كل قلبٍ مؤمن روعاتُهُ

ما كان أسرعَ عَصْرَه لما انقضى … فكأنما سنواتُهُ ساعاتُهُ

يا راعيًا للدين حين تمكنَّتْ … منه الذئاب وأسلمتْهُ رُعاتُهُ

ما كان ضرك لو أقمت مراعيًا … دينًا تولى مذ رحلت وُلاتُهُ

فارقتَ مُلْكًا غير باقٍ مُتْعبًا … ووصَلْتَ مُلْكًا باقيًا راحاتُهُ

فعلى صلاح الدين يوسفَ دائمًا … رضوانُ رَبِّ العرش بل صلواتُهُ

وكتب الفاضل إلى الظاهر -وهو بحلب -كتاب التعزية، يقول فيه: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: ٢١] الآية، كتبت إلى الملك الظاهر، أحسن الله عزاءه في مصابه، وجعل الخلف فيه لمماليك المرحوم وأصحابه، والدموع قد حفرت النواظر، والقلوب قد بلغت الحناجر، وإني ودَّعت أباك مخدومي وداعًا لا نلتقي بعده، وأسلمته إلى الله طالبًا فضله ورِفْده، ولم تدفع عنه جنوده المجندة القضاء، ولا ردَّت عنه أسلحته والخزائن البلاء، فالعين تدمع، والقلب يخشع، ولا نقول ما يسخط الرب، وإنا عليك يا يوسف لمحزونون.

وفي آخر الكتاب: فإن اتفقتم ما عدمتم إلا شخصه، وإن اختلفتم، فإن المصائب المستقبلة هولها عظيم.

قلت: وقد فات الفاضل شيئان، أحدهما عند قوله: ودعته وداعًا لا نلتقي بعده، وكان الأَوْلى أن يقول: إلا في جنات النعيم. والثاني عند قوله: هولها عظيم، كان ينبغي أن يقول: ذلك تقدير العزيز العليم.

ذكر ما خلف من المال، واختلفوا فيه:

ذكر القاضي ابن شداد في سيرة السلطان، وقال: توفي ولم يخلف سوى سبعة وأربعين درهمًا ناصرية، وجرمًا واحدًا صوريًّا ذهبًا، ولم يخلف دارًا ولا عقارًا، ولا ضيعة ولا بستانًا ولا مسقفًا ولا غيره (٢).


(١) في (ح) سقط، وما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) "النوادر السلطانية": ٨.