وقال العماد الكاتب: لم يخلف في خزانته سوى ستة وثلاثين درهمًا، ودينارًا واحدًا ذهبًا- ذكر بمعنى ما ذكر ابن شداد.
ذِكْرُ فتوحاته:
أول ما فتح الدِّيار المِصْرية، والحجاز، ومكة والمدينة، واليمن من زبيد إلى حضرموت متصلًا إلى الهند، وفي الشام: دمشق وبعلبك وحمص وبانياس وحماة وحلب وأعمالها، ومن حصون الساحل وبلاد القدس وغزة والداروم وتل الصافية وعسقلان ويافا وقيسارية وحيفا وعكا وطبرية والشقيف وصفد، وكوكب والكرك والشوبك، ونابلس وصيدا وبيروت وجُبيل، وجبلة واللاذقية وبكاس وصهيون، وبلاطنس وحصن بُرْزَيه، وقد ذكرنا تلك الحصون، ومن الشرق: حران والرها والرقة ورأس عين وسنجار ونصيبين وحملين والموزَّر وسروج وديار بكر وميافارقين، وآمد وحصونها، وشهرزور والبوازيج.
وخطب له على المنابر من باب همذان إلى الفرات، ومن الفرات إلى حضرموت، ومن الغرب إفريقية، ويقال: إنه فتح ستين حصنًا، وزاد على نور الدين بمصر والحجاز والمغرب واليمن والقدس والساحل وبلاد الفرنج ودياربكر، ولو عاش لفتح الدنيا شرقًا وغربًا، وبُعْدًا وقربًا.
وكان مبدأ فتوحه مصر بهمة نور الدين وأمواله وعساكره ورجاله، وبينهما مقاربة في السيرة والعدل والأيام، واجتناب الآثام، وكلاهما لم يبلغ ستين سنة، وكم حصَّلا من فضيلة ومثوبة وحسنة، وقد ذكرنا أن نور الدين ولد في سنة إحدى عشرة وخمس مئة، وتوفي سنة تسع وستين وخمس مئة، وصلاح الدين ولد سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة، وتوفي سنة تسع وثمانين وخمس مئة، وقد ذكرنا ذلك.
ذِكْرُ أولاده:
وكانوا ستة عشر ذكرًا وابنة واحدة، كان أكبر أولاده الأفضل علي، ولد بمصر سنة خمس وستين وخمس مئة يوم عيد الفطر، وأخوه لأبيه وأمه خضر الملقب بالظافر، ولد بمصر في سنة ثمان وستين وخمس مئة، وأخوهما لأبيهما وأمهما موسى، ويلقب قطب الدين، ولد بمصر سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة. وعثمان الملك العزيز، ولد بمصر سنة سبع وستين وخمس مئة، وأخوه لأبيه وأمه يعقوب الأعز، ولد بمصر سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة. وغازي الملك الظاهر، ولد بمصر سنة ثمان وستين وخمس مئة، وأخوه لأبيه