وله أيضًا: [من البسيط]
إني لأعظمُ ما يلقونني جَلَدًا … إذا توسَّطْتُ هولَ الحادثِ النكد
كذلك الشَّمْسُ لا تَزْدَاد قُوَّتها … إلا إذا حَصَلَتْ في زبرة الأَسَدِ
وكتب إلى الإمام المستنجد يهنيه بالعيد: [من البسيط]
يا ماجدًا جلَّ قدرًا أن نهنيه … لنا الهناءُ بظلٍّ منكَ ممدودِ
الدَّهْرُ أنتَ ويوم العيد منك وما … في العرف أنا نُهَنِّي الدَّهْرَ بالعيدِ
وله أيضًا: [من الكامل]
إنْ كنتَ تسعى للسعادة فاستقمْ … تنلِ المرادَ ولو سموتَ إلى السَّما
ألفُ الكتابة وهو بعضُ حروفها … لما استقام على الجميعِ تقدَّما
وقال: [من البسيط]
لا تغبطنَّ وزيرًا للملوك وإنْ … أناله الدَّهْرُ منهم فوق هِمَّتِهِ
واعلمْ بأن له يومًا تمورُ به الـ … أرضُ الوقورُ كما مارت لهيبته
هارون وهو أخو موسى الشقيق له … لولا الوزارةُ لم يأخذ بلحيته
وله كل معنًى مليح، وله ديوانُ رسائل وقفت عليه في بلادنا، ولم يحضرني شيءٌ منه كي أثبته ها هنا.
وقال أبو عبد الله محمد بن سعيد الدّبيثي في "تاريخه": أنشدنا أبو طالب يحيى بن سعيد بن هبة الله -يعني ابن زبادة المذكور- من حِفْظه، قال: أنشدني أبو بكر أحمد بن محمد الأرَّجاني لما قدم بغداد علينا في سنة ثمانٍ وثلاثين وخمس مئة لنفسه: [من الطويل]
ومقسومةِ العينين من دَهَش النَّوى … وقد راعها بالعيس رَجْعُ حُداءِ
تجيبُ بإحدى مقلتيها تحيتي … وأخرى تراعي أعينَ الرُّقباء
رأت حولها الواشين طافوا فغيضت … لهم دمعها واستعصمتْ بحياءِ
فلمَّا بكت عيني غداةَ وداعهمْ … وقد روَّعتني فرقةُ القُرَناء
بدت في محيَّاها خيالاتُ أدمعي … فغاروا وظنُّوا أنْ بكت لبكائي