للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النذير" لم يتمه، و"الأحكام الكبير" و"الأحكام الصغير"، و"درر الأثر" تسعة أجزاء، و"تبيين الإصابة لأوهام حَصَلَت في معرفة الصحابة على أبي نُعَيم" جزء كبير، [وكتاب "السيرة"] (١)، و"الإكمال في معرفة الرجال" رجال الصحيحين وأبي داود، والتِّرْمِذِي والنَّسائي وابن ماجة، عشر مجلَّدات.

ذِكْرُ محنه:

وهي كثيرةٌ؛ منها أنَّه لما دخل أصبهان وَقَفَ على كتاب أبي نُعَيم الحافظ في "معرفة الصحابة"، فأخذ عليه في مئة وتسعين موضعًا، فطلبه بنو الخُجَنْدي ليقتلوه، فاختفى، وخرج من أصفهان في إزار.

ومنها أنَّه لما عاد من أصفهان دخل المَوْصل، فقرأ كتاب "الجرح والتعديل" (٢) للعُقَيلي، وذكر فيه أبا حنيفة وجَرَحَه، فثار عليه أصحابُ أبي حنيفة وحبسوه، ولولا البرهان ابن البِرْتي الواعظ خلَّصه لقتلوه، فإنَّه قَطَعَ الكُرَّاسة التي فيها ذكر أبي حنيفة، ففتَّشوا على اسم أبي حنيفة، فما وجدوه، فأطلقوه، فخرج منها خائفًا يترقَّب.

ومنها لما قدم دمشق من المَوْصِل كان يقرأ الحديث بعد صلاة الجُمُعة بحَلْقة الحنابلة، ويجتمع النَّاسُ إليه، وحصل له قَبُول، وكان سريعَ الدَّمْعة، فحسده الدَّماشقة، ودخلوا عليه بطريق النَّاصح ابن الحَنْبلي، فحسَّنوا له أن يعظ بعد الصَّلاة تحت النَّسْر، فشوَّش على الحافظ، فصار الحافظ يقعد بعد العَصْر، فذكر عقيدته على الكرسي، فاتَّفق محيي الدين بن زكي الدِّين، والخطيب الدَّوْلعي وجماعة من الدَّماشقة، وصَعِدُوا إلى القَلْعة وواليها صارم الدين بُزْغُش، فقالوا: هذا قد أَضَلَّ النَّاس، ويقول بالتشبيه. فعقدوا له مجلسًا، وأحضروه، فناظرهم، فأخذوا عليه مواضع؛ منها قوله: كان الله ولا مكان، وليس هو اليوم على ما كان.

ومنها: ولا أُنزهه تنزيهًا ينفي حقيقة النُّزول.

ومنها: مسألة الصَّوْت والحرف.


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) هو كتابه المشهور "الضعفاء الكبير" فذكر موضوع الكتاب عنوانًا له، وترجمة الإمام أبي حنيفة في الجزء الرابع منه ص ٢٦٨ - ٢٨٥.