للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رُبَّ ساعٍ لقاعِد، أَوَّلُ مَن قاله: النابغة الذُّبياني. قَدم جماعةٌ من الوُفود على النعمان ابن المنذر وفيهم شقيق العَبْسي، فمات عنده، وأعطى النعمانُ الوُفودَ الجَوائز، وبعث بجائزةِ شَقيق إلى أهله بمثل ما حبا به واحداً من الوفود، فقال النابغة: [من الطويل]

أَبقيتَ للعَبْسيِّ فضلاً ونعمةً … ومَحْمَدةً من باقيات المَحامدِ

حِباءَ شَقيقٍ فوق أَعْظُمِ قَبْرِه … وما كان يُحْبى قبلَه قبرُ وافِدِ

أتى رميةٍ منه حِباءٌ ونعمةٌ … ورُبَّ امرئ يسعى لآخر قاعدِ (١)

رُبَّ رَميةٍ من غير رامٍ، أول من قاله الحَكَمُ بنُ عبد يَغوث المِنقَري، كان قد آلى أن يَرمي مَهاةً، فرماها فأخطأها، وكان معه ابنٌ لا يُحسنُ الرَّميَ، فرمى مَهاة فأصابها، فقال الحكم: رُبَّ رَميةٍ من غير رام (٢).

شَرُّ أيَامِ الدّيك يوم تُغسَلُ فيه رِجلاه، وإنما تُغسل بعد ذبحه وتهيئته للطَّبخ، قال عليّ بن الحسن البَاخَرزي يشكو قومه: [من البسيط]

ولا أُبالي بإذلالٍ خُصِصْتُ به … فيهم ومنهم وإن خُصُّوا بإعزازِ

رِجلُ الدَّجاجةِ لا من عِزّها غُسِلَتْ … ولا من الذّلِّ خِيطَتْ مُقْلَةُ البازِ (٣)

شِنْشِنةٌ أَعرفُها من أَخْزَمِ، أوَّلُ من قاله أبو أخزم الطَّائي جَدّ حاتم، وكان له ابن يُقال له: أَخْزَم، وكان عاقاً له، فمات الابن، وترك بنين، فوثبوا على جدِّهم أبي أَخْزَم فأَدْمَوه، فقال: [من الرجز]

إن بنيَّ ضَرَّجوني بالدَّمِ … شِنْشِنَةٌ أَعرِفُها من أَخْزَمِ

أي: أشبهوا أباهم في العُقوق.

وقيل: كان عَقيل بن عُلَّفَة المُرِّي يسكن الباديةَ لشَرَفِ نَفْسه، وكان يُصهِر إليه الخُلَفاء، خطب إليه عبدُ الملك بن مروان ابنتَه الجَرْباء على أحد بنيه، فقال له: جَنِّبْني هُجَناءك.


(١) أمثال أبي عبيد ١٩٥، والفاخر ١٧٥، والعسكري ١/ ٤٧٩، والميداني ١/ ٢٩٩، والزمخشري ٢/ ٩٥، والبكري ٢٨٧، وديوانه ٤٦ (صادر).
(٢) أمثال أبي عبيد ٥١، والبكري ٤٣، والعسكري ١/ ٤٩١، والميداني ١/ ٢٩٩، والزمخشري ٢/ ١٠٥.
(٣) مجمع الأمثال ١/ ٣٥٩.