للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رضوان الله عليه لما هاجر إلى المدينة، وتزوج ابنته، وخارجة من الطبقة الأولى من الأنصار. وأمه السيدة بنت عامر أوسيةٌ، شهد العقبة الثانية وبدرًا، وأخذته الرماح يوم أحد، وكانت بضعةَ عَشَر رمحًا، فمر به مالك بن الدُّخْشم، فوأى الجراحات قد أنفذت مقاتله، فقال: يا خارجة، أما علمتَ أن محمدًا قد قتل، فقال خارجة: فإن الله حي لا يموت، فقاتل عن دينك، فقد بلَّغ محمدٌ رسالاتِ ربه (١).

ومر به صفوان بن أمية فَعَرفه، فقال: هذا ممن أغرى بأبي يوم بدر، فمثَّل به وقال: الآن شَفيتُ نفسي، قتلتُ الأماثل من أصحاب محمد، قتلتُ ابن قَوْقَل، وأوس بن الأرقم، وخارجة (٢).

ودُفِن خارجةُ وسعد بن الربيع في قبر واحد (٣)، وقيل: هو والأغرُّ بن ثَعلبة.

وكان لخارجة من الولد زيدٌ، تكلّم في عثمان بن عفان (٤)، وحبيبةُ تزوجها أبو بكر الصديق ، فولدت له أم كلثوم، وأُمُّ حبيبةَ بنت خارجة هُزَيلَةُ بنتُ عِنَبةَ خزرجية، وهي أم سعد بن الربيع (٥).

خَلَّاد بن عمرو بن الجَمُوح الأنصاري قتِل مع أبيه.

خَيثَمةُ بن الحارث بن مالك الأوسي، وهو أبو (٦) سعد، من الطبقة الثانية من


(١) "المغازي" ١/ ٢٨٠.
(٢) "الطبقات الكبرى" ٣/ ٤٨٦.
(٣) "المغازي" ١/ ٢٦٨.
(٤) هكذا جاءت العبارة في نسخنا، وصواب العبارة: وكان لخارجة من الولد زيد بن خارجة، وهو الذي سمع منه الكلام بعد موته في زمن عثمان بن عفان كما في "الطبقات"، وقصته:
أنه لما سجي بثوبه سمعوا جلجلة في صدره، ثم تكلم ثم قال: أحمد أحمد في الكتاب الأول، صدق صدق، أبو بكر الضعيف في نفسه القوي في أمر الله في الكتاب الأول، صدق صدق، عمر بن الخطاب القوي الأمين في الكتاب الأول صدق صدق، عثمان بن عفان على منهاجهم، مضت أربع وبقيت ثنتان أتت بالفتن وأكل الشديد الضعيف، وقامت الساعة، وسيأتيكم عن جيشكم خبر بئر أريس؟!
ذكر القصة: ابن شبة في "تاريخ المدينة" (١٩٢٧)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١٤)، والبيهقي في "الدلائل" وصحح إسناده، وابن كثير في "البداية والنهاية" ٦/ ١٥٦، والصفدي في "الوافي بالوفيات" ١٥/ ٢٧.
(٥) "الطبقات الكبرى" ٣/ ٤٨٦.
(٦) في النسخ: "ابن" والمثبت من "الطبقات" ٤/ ٣١٤.