للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذي سمعه: أمَّا هذا فقد استُجيب له، وأعطاه الله ما سأل في الدنيا، ونرجو أن يعطى ما سأل في الأخرى، وقتله أبو الحكم بن الأخنس بن شريق، ودفن مع خاله حمزة في قبر واحد، وكان له يوم قتل بضع وأربعون سنة.

عبد الله بن جُبَير بن النعمان بن امرئ القيس، أخو خَوَّات صاحب ذات النِّحيين (١)، وأمه من بني عبد الدار (٢) وهو من الطبقة الأولى من الأنصار، شهد العَقَبة مع السبعين وبدرًا، واستعمله رسول الله على الرماة.

عبد الله بن سلمة العجلاني، من الطبقة الأولى من الأنصار، قتله عبد الله بن الزِّبَعْرى.

عبد الله بن عمرو بن حَرَام بن ثعلبة، أبو جابر، من الطبقة الأولى من الأنصار، وأمه الرَّباب بنت قيس أنصارية، شهد العقبة مع السبعين، وكان أحد النقباء ليلة العقبة، وشهد بدرًا.

قال جابر: أصيب أبي يوم أحد، فجعلت أكشف الثوب عن وجهه وأبكي، وجعلوا ينهونني ورسول الله ينهاني، وجعلت فاطمة بنت عمرو تبكيه، فقال لها رسول الله : "تَبْكِيهِ -أو لا تَبْكِيه- مَا زَالتِ الملائِكَةُ تُظلُّه بأجنِحتِها حَتَّى رَفَعتُمُوه". أخرجاه في "الصحيحين" (٣).

وللبخاري عن جابر قال: قال لي أبي من الليل: يابني إني مقتول غدًا، وإنَّ عَلَيَّ دَينًا فاقضه، واستوص بأَخَواتِك خيرًا، قال: فلما أصبحنا كان أول قتيل (٤).

وأخرجه الحميدي، وفيه: ما أراني غدًا إلا مقتولًا، وإني لا أترك بعدي أعز علي منك إلا نفس رسول الله ، قال: فدفنَّا معه آخر في القبر، ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع آخر، فاستخرجته بَعْدَ ستة أشهر، فإذا هو كما وضعته غير أذنه، فجعلته في قبر على حدة (٥).


(١) النحي: هو ظرف السمن، وسيذكر قصتها المصنف في سنة ٤٥، وسلفت في الأمثال من الجزء الثاني.
(٢) "الطبقات ٣/ ٤٤٠: من بني عبد الله غطَفَان.
(٣) أخرجه البخاري (١٢٤٤)، ومسلم (٢٤٧١) (١٣٠).
(٤) أخرجه البخاري (١٣٥١).
(٥) "الجمع بين الصحيحين" (١٥٨٥).