للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجلًا فأمّنه وسأله عنهم، فدلَّه عليهم، فصَبَّحهم وقت الغارة، فأسر سيدهم الأصبغ بن عمرو الكلبي فأسلم، وتزوج عبد الرحمن ابنته تماضر، فهي أم ولده سلمة بن عبد الرحمن، وهرب بعضهم فأخذ منهم خمس مئة بعير وألفي شاة (١).

وفيها: كانت سرية علي بن أبي طالب كرم الله وجهه إلى فَدَك (٢) في شعبان وفيها بنو سعد بن بكر، وكانوا قد عزموا على إمداد يهود خيبر، فأغار عليهم، وأخذ منهم خمس مئة بعير وألفي شاة، وكان معه مئة راجل.

وفيها: في رمضان كانت سرية زيد بن حارثة إلى أم قِرْفَةَ (٣) بوادي القرى، على سبع مراحل من المدينة.

وسببه: أن زيدَ بن حارثة خرج إلى الشام تاجرًا في جماعة، فلما عاد إلى وادي القرى لقيه جماعة فيهم أمُّ قِرْفةَ، فأخذوا ما كان معهم، وقتلوهم، وأثخنوا زيدًا بالجراح، فارتُثَّ بين القتلى ثم تحامل في الليل إلى المدينة، وأقام حتى اندملت جراحه، وكان قد نذر أن لا يغتسل من جنابةٍ حتى يغزوَ أُمَّ قرفة، فسار إليها في جيش كثيف فقتل مَن كان بالوادي، وأخذ أم قرفة فربطها بين بعيرين وساق بها حتى قطعها نصفين، ومثَّل بها. وكانت عجوزًا كبيرة منيعة يضرب بها المثل: لو كنت أعز من أم قرفة، ما زاد على هذا. واسمها: فاطمة بنت ربيعة، وقيل: بنت ربعة، وقيل: بنت حذيفة بن بدر، وأخذ سلمة بن الأكوع ابنتها سلمى، وقيل: حارثة بنت مالك، فسأله النبي يهبُها له، فأهداها لخاله حَزْن بن أبي وهب، فولدت له عبد الرحمن بن حزن، ولما عاد زيد إلى المدينة طرق باب رسول الله فقام إليه عريانًا واعتنقه وقبله.

وقال الهيثم بن عدي: كان أبو بكر أمير هذه السرية، والأصح: أن السرية التي كان أبو بكر رضوان الله عليه أميرها، وجرت له الواقعة مع سلمة كانت في سنة تسع.


(١) هذا السياق لهذه السرية مخالف لما ورد في المصادر، بل فيه خلط سريتين: سرية عبد الرحمن وسرية علي .
(٢) انظر "المغازي" ٢/ ٥٦٢، و"الطبقات الكبرى" ٢/ ٨٦، و"أنساب الأشراف" ١/ ٤٥٦، و"تاريخ الطبري" ٢/ ٦٤٢، و"دلائل النبوة" ٤/ ٨٤ - ٨٥، و"المنتظم" ٣/ ٢٦٠، و"البداية والنهاية" ٤/ ١٧٨.
(٣) انظر "السيرة" ٢/ ٦١٧، و"المغازي" ٢/ ٥٦٤، و"الطبقات الكبرى" ٢/ ٨٦، و"أنساب الأشراف" ١/ ٤٥٦، و"تاريخ الطبري" ٢/ ٦٤٢، و"المنتظم" ٣/ ٢٦٠.