للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال سلمة: خرجت مع أبي بكر في سرية، فأخذتُ امرأةً معها ابنةٌ لم يكن في العرب أحسنُ منها، فلما قدمنا المدينة، قال رسول الله : "يا سَلَمةُ، هَبْها لي". فقلت: هي لك يا رسول الله، والله ما كشفت لها ثوبًا. فبعث بها إلى مكة ففدى بها أسارى من المسلمين (١).

* * *

وفيها: كانت سرية عبد الله بن رَواحة (٢) إلى أُسَيْرِ بن رِزام (٣) اليهودي بخيبر في شوال، وكانت اليهود قد أمَّرته عليها بعد قتل أبي رافع، فسار في القبائل يحرضهم على رسول الله ، فبعث إليه عبدَ الله ابن رواحة، وعبدَ الله بن أُنَيس، وآخرَ، فلما جاؤوا إليه قالوا له: إن رسول الله قد استعملك على خيبر، فاقدم عليه ليحسن إليك. فخرج معهم فلما وصل قَرْقَرةَ، ندم وعزم على الهرب، ففهم عبد الله بن أنيس حاله فقال: أغَدْرًا يا عدو الله، فقتله.

* * *

وفيها: كانت سرية كُرْز بن جابر إلى العُرَنِيِّين (٤)، في شوال، في عشرين فارسًا. قال الإمام أحمد بن حنبل: حدثنا ابن أبي عدي، عن حُمَيد، عن أنس قال: أسلَمَ ناسٌ من عُرَيْنةَ فاجتوَوا المدينة، فقال لهم النبي : "لو خَرَجتُم إلى ذَوْدٍ لَنا فَشَربتُم من أَلْبانِها" - ما قال حميد، وقال قتادة عن أنس: "وأَبْوَالِها" - فلما صَحُّوا كفروا بعد إسلامهم، وقتلوا راعي رسول الله وساقوا الذَّوْدَ وهربوا، فأرسل رسول الله في آثارهم، فأُخِذوا، فقَطَّعَ رسول الله أيديَهم وأرجلَهم، وسَمَر أَعينهم، وتركهم في


(١) سيذكرها المصنف في السنة السابعة.
(٢) انظر "السيرة" ٢/ ٦١٨، و"المغازي" ٢/ ٥٦٦، و"الطبقات الكبرى" ٢/ ٨٨، و"أنساب الأشراف" ١/ ٤٥٧، و"المنتظم" ٣/ ٢٦٢.
(٣) في "السيرة": اليسير بن رزام، وقال ابن هشام: ويقال: رازم.
(٤) انظر "السيرة" ٢/ ٦٤٠، و"المغازي" ٢/ ٥٦٨، و"الطبقات الكبرى" ٢/ ٨٩، و"أنساب الأشراف" ١/ ٤٥٧، و"تاريخ الطبري" ٢/ ٦٤٤، و"دلائل النبوة" للبيهقي ٤/ ٨٥، و"المنتظم" ٣/ ٢٦٣، و"البداية والنهاية" ٤/ ١٧٩.