للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال هشام: دخلُوا على رسول الله وعليهم الدِّيباج المخوص باللُّؤلؤ والذهبِ، فأنزلهم دارَ رملةَ بنتِ الحارثِ وأكرمهم.

وفد زبيد، ورأسهم عمرو بن معدي كرب، وقد كان قال لقيس بن المكشوح المرادي: يا قيسُ، إنَّك سيد قومك اليوم، وقد ذكر لنا أن رجلًا من قريش قد ظهر بالحجاز يقال له: محمد، يقول: إنه نبي، فانطلق بنا إليه حتَّى نعلم علمه، فإن كان نبيًا كما يزعم، فلن يَخفَى علينا إذا لقيناه اتبعناه، وإن كان غير ذلك علمنا علمه، فأبى عليه قيس، فركب عمرو في جماعة من قومه، وقدم على رسول الله فأسلم، وصدقه، وبلغ قيسًا، فتوعده، وقال: خالفني (١)؟ وقيل: إن عمرًا لم يأت رسول الله .

وحكى ابن سعد قال: قدم عمرو بن معدي كرب المدينة في عشرة نفر من زبيد، فقال: مَن سيد هذه البحيرة؟ قالوا: سعد بن عبادة، فأناخ راحلته على بابه، فخرج سعد إليه، فرحب به، وأكرمه، وأنزله، وراح به إلى رسول الله هو ومن معه، وأقاموا أيامًا، فأجازهم رسول الله ما يجيز به الوفد، وانصرفوا إلى بلادهم، فلما توفي النبي ارتد عمرو، ثم أسلم، وحسن إسلامه، وأبلى يوم القادسية بلاءً حسنًا (٢).

وفد عبد القيس: عن ابن عباس: أن وفد عبد القيس لما وفدوا على رسول الله أمرهم بالإيمان بالله، وقال: "أَتَدرُونَ ما الإيمانُ باللهِ؟ ". قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: "شَهادةُ أَن لا إله إلَّا اللهُ، وأَنَّ محمدًا رسولُ الله، وإقامُ الصلاةِ، وإيتاءُ الزكاة، وصومُ رمضان، وأن تُعطوا الخمسَ من المَغنَمِ" أخرجاه في "الصحيحين" (٣) مختصرًا.

وكان فيهم الجارود، وكان نصرانيًا فأسلم، وأسلم أصحابه.

وفد بني حنيفة [قال ابن إسحاق: قدم وفد بني حنيفة على رسول الله ]، وفيهم مسيلمة بن حبيب الكذاب، [فأنزلهم في دار امرأة من الأنصار من بني النجار] فأتوا به إلى رسول الله يسترونه بالثياب، ورسول الله جالس مع أصحابه، وفي يده


(١) "السيرة" ٢/ ٥٨٣.
(٢) "الطبقات" ١/ ٢٨٣.
(٣) أخرجه البخاري (٨٧)، ومسلم (١٧).