للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: أين المال؟ قال: أنفقتُه، فأمر عمر رضوان الله عليه بوَضعِ الأَداهم في رجله، وقال: والله لا يَخرج إلَّا بالمال، فأحضر المال، وبلغ معاوية ذلك فقال للرسول: أَعجَبَتْ أميرَ المؤمنين الأَداهِمُ؟ فقال: نعم، وأول ما طرح أباك فيها، فقال: لو فعل الخطَّابُ ذلك لفَعَل به مثلَ ما فعل بأبي سفيان.

بنى أبو سفيان دُكّانًا بمكة، فكان يَسْمُر عليه، فلما حجَّ عمر رضوان الله عليه شكاه أهلُ مكّة، فجاء فوقف عليه وقال: أخرِبْ هذا الدّكان، فأبى، فضربه بالدّرّة فصاح، فضربه ثانيًا وثالثًا وهو يَستغيث، وعمر رضوان الله عليه يقول: الحمد لله الذي أذل أبا سفيان؛ فأصبح يَستغيثُ بمكة فلا يُغاث، ثم قال: والله لتَنقُلَنَّ الحِجارةَ على ظهرك أو على عُنقك، ففعل.

وحجّ عمر رضوان الله عليه، فاستعدى رجل من بني مَخزوم على أبي سفيان في أرض غصبه إياها، فقال له عمر رضوان الله عليه: ادفع إليه أرضه، فقال: لا أفعل، فضربه بالدرة، فصاح: يا آل قُصيّ، فخفَقَه ثانيًا وقال: يا ملعون (١)، أدعوى الجاهلية، فقالت له هند: يا عمر، أتضرب ابنَ حَرب بالدرة؟! أما لرُبّما رُمتَ ذلك فاقشعَرَّت منه بُطونُ البَطحاء، فقال عمر رضوان الله عليه: الحمد لله الذي أذلّكم بهذا اليوم.

ذكر أولاده: كان له من الذّكور سبعة: حَنْظلة، ويزيد، ومعاوية، وعمرو، ومحمد، وعُتبة، وعَنبَسَة، ومن البنات عشرة: أمُّ حَبيبة، وهي رَمْلَةُ الكبرى ، وعَزة، وأمُّ الحكم، وجُوَيرية، وصَخْرة، وهند، وميمونة، ورَمْلَةُ الصغرى، وأُميمة، وأمُّ حَبيب (٢).

فحَنظلة أخو أمِّ حَبيبة لأبيها وأمّها [أمهما] صفيّة بنت أبي العاص.

ومعاوية وعُتبة وجُويرية وأمُّ الحكم أمُّهم هند بنت عُتبة.

فأمَّا حَنظلةُ فقتله عليّ رضوان الله عليه يوم بدر كافرًا، وبه كان يُكنى أبو سفيان.

وأمَّا يزيد فتقدَّم ذِكره (٣).


(١) كذا؟! وليست هذه العبارة في المصادر التي روت الحادثة.
(٢) كذا، والذي في المصادر أن أميمة هي أم حبيب، انظر طبقات ابن سعد ٦/ ٥، والتبيين ٢٠٤.
(٣) في سنة ثمان عشرة.