محمد، فِ لنا بشرطنا وما عاهدتنا عليه، فأنزل الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ﴾ الآيات [الممتحنة: ١٠] فقال لهما رسول الله ﷺ: "إن الله قد نقض العهد في النساء، فارجعا فلا سبيلَ لكما عليها" فرجعا.
ولم يكن لأم كلثوم بمكة زوجٌ، فتزوّجها بالمدينة زيد بن حارثة بقول النَّبيِّ ﷺ، فوَلدت له، فقُتِل عنها يوم مُؤتة، فتزوَّجها الزُّبير بن العوّام ﵁، فولدت له زينب، وكان في الزُّبير ﵁ شِدَّة على النساء، وكانت تكرهه، فكانت تَسألُه الطلاق فيأبى عليها، فضربها الطَّلْقُ ولم يعلم، فألحَّت عليه وهو يتوضّأ للصلاة فطلَّقها تَطليقة، فخرجت فوضعت، فأخبر بوَضعها فقال: خدعَتْني خدعها الله، فأتى رسول الله ﷺ فأخبره بوَضْعها، فقال:"سبق فيها كتابُ الله فاخطُبها" فقال: لا ترجع إليَّ أبدًا.
فتزوّجها عبد الرحمن بن عوف ﵁، فولدت له إبراهيم وحُميدًا، ومات عنها فتزوجها عمرو بن العاص، فماتت عنده.
وأمّا أمُّ كُلثوم بنت عُتبة بن ربيعة بن عبد شمس زوجة عبد الرحمن ﵁ فأمها ابنةُ حارثة بن الأَوْقَص، ولَدت لعبد الرحمن سالمًا الأكبر، أسلمت وبايعت.
وأمَّا سَهْلة بنت سهيل بن عمرو فأمّها فاطمة بنت عبد العُزَّى، من بني عامر بن لؤي، أسلمت سَهلة قديمًا، وهاجرت إلى الحبشة الهجرتين مع زوجها أبي حُذيفة بن عُتبة بن ربيعة، وولدت هناك محمدًا، وتزوّجها بعد أبي حُذيفة عبد الله بنُ الأسود بن عمرو، من بني مالك بن حِسْل، فوَلدت له سَليطَ بنَ عبد الله، ثم خَلَف عليها شَمّاخ بن سعيد، من بني سُليم بن منصور، فوَلدت له عامر بن شماخ، ثم خَلف عليها عبدُ الرحمن بنُ عَوف ﵁، فوَلدت له سالمًا الأصغر.
وسهلة هي التي قال لها رسول الله ﷺ: أرضعي سالمًا مولى أبي حُذيفة خمسَ رضعات يَدخل عليك.
وأمَّا تُماضر بنت الأصبغ -أمّها جُويرية بنت وَبْرة بن رُومانس، من كلب- فوَلدت له أبا سلمة لا غير، وهي التي طلَّقها عبد الرحمن ﵁ في مرضه ثلاثًا، فوَرَّثها عثمان ﵁.