وأبو عمرو بن بديل بن ورقاء الخزاعي على رُبع، وكِنانة بن بِشْر التُّجيبي على رُبع، وسُودان بن حُمران السَّكوني على رُبع.
واختلفوا في عددهم؛ هنقال سيف: المقلِّل يقول: كانوا ست مئة، والمكثر يقول: ألف، وقال هشام: كانوا أربع مئة، وقال الواقدي: كانوا خمس مئة، وقيل: سبع مئة، قال: وأميرُهم الغافقيّ بن حَرب العَكِّيّ، وكان فيهم ابنُ السَّوداء، وأظهروا أنهم يريدون الحجّ أو العُمرة، فإن كانوا خرجوا في رجب أظهروا العُمرة، وإن كانوا خرجوا في شوال فالحج، والظاهر أنهم خرجوا في شوال.
قالوا: وخرج أهلُ الكوفة [في] أربع رِفاق، على عدد المصريين، وأُمراؤهم: الأشتر النَّخَعي، وزيد بن صُوحان العبدي، وزياد بن النَّضر الحارثي، وعبد الله بن الأصمّ أحد بني عامر بن صعصعة، وأميرُهم عمرو بن الأصم.
وخرج أهل البصرة [في] أربعِ رفاق، وعددُهم على عدد أهل الكوفة، على كل رُبع أمير: حُكَيم بن جَبلة العبدي، وذَريح بن عَبّاد العبدي، وبشر بن شُريح الحُطَم القيسي، وسدوس بن عُبيس الشَّنِّي، وقيل: وابن المحرّش بن عبد عمرو الحنفي، وأميرهم جميعًا حُرقوص بن زهير السعدي، فأما أهل مصر فإنهم كانوا يُريدون عليًّا، وأما أهل الكوفة فهواهم مع الزبير، وأما أهل البصرة فيريدون طلحة.
وكتب عبد الله بن سعد إلى عثمان يُخبره بخروجهم، فقال عثمان: والله ما خرجوا إلا طلبًا للفتنة، ولقد طال عُمري على الناس، ولئن فارقتُهم ليَتمنّون يومًا من أيامي.
ثم دخل عثمان على علي في منزله وقال: يا ابن عمّ، إن لي قرابةً قريبة، ورَحِمًا ماسّة، وحقًّا عظيمًا، وهؤلاء قد عزموا على قتلي، وأنا أعلم أن لك عند الناس قدرًا، وأنهم يَسمعون منك فاركب إليهم فرُدَّهم عني، وأنا أصيرُ إلى ما تُريدون، ولا أخرج عن أمرك، وكانوا بذي خُشُب، فركب عليٌّ ومعه سعد، وسعيد بن العاص، وزيد بن ثابت، ومحمد بن مسلمة وحسان بن ثابت، وعبد الرحمن بن عَتَّاب بن أسيد وجماعة من الصحابة، فالتقاهم ووَبَّخهم، وعنَّفهم في أمر عثمان، وضَمِن لهم ما أرادوا، فأظهروا أنهم راجعون إلى مصر، وجاءت الجموع فعادوا، فنزل بعضُهم ذا خُشُب، وبعضُهم الأعْوَص، وعامَّتُهم بذي المَرْوة.