للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليُّ بن أبي طالب، وباقي الصلوات سَهْل بن حُنَيف، وقيل صلى بهم طلحة، وقيل الزبير الصلوات الخمس.

وقال الواقدي: حدثني ربيعة بن عثمان، عن يزيد بن رومان قال: لما حُصر عثمان جاء المؤذِّنُ سعدٌ القرظي إلى علي ، فقال: مَن يُصلّي بالناس؟ قال: سهل بنُ حُنَيف، فلما كان يوم العيد صلّى عليّ بالناس، وقيل صلى بهم كِنانة بن بشر.

وقال ابن سعد بإسناده عن محمد بن سيرين قال: جاء زيد بن ثابت إلى عثمان فقال: هذه الأنصار بالباب يقولون: إن شئتَ كنا أنصار الله مرتين، فقال عثمان: أما القتال فلا.

وقال ابن سعد بإسناده عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: قال عثمان يومَ الدَّار: أعظمُكم عنّي غَناءً رجلٌ كفَّ يده وسلاحَه.

وروى ابن سعد أيضًا بإسناده عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: دخلتُ على عثمان يومَ الدار، فقلتُ: يا أمير المؤمنين: طاب امْضَربُ، فقال: يا أبا هريرة، أيَسُرُّك أن تَقتُلَ الناس جميعًا وإيّاي؟ قلت؟ لا، قال: فإنك والله إنْ قتلتَ رجلًا واحدًا فكأنما قتلتَ الناس جميعًا، قال: فرجعتُ ولم أُقاتل (١).

قلتُ: والظاهر أن قولَ أبي هريرة: طاب امْضَرْبُ ليس له معنى، والأصحُّ ما ذكره الشيخ الموفَّق في "الأنساب" (٢) عن أبي هريرة قال: إني لمحصورٌ مع عثمان في الدار، إذ رَمى رجلٌ بسهم، فقلتُ: يا أمير المؤمنين، طاب الضراب، قتلوا منا رجلًا، فقال عثمان: عَزَمْتُ عليك يا أبا هريرة إلا ما رميت سيفَك، فإنما تُراد نَفْسي، وسَأقي المسلمين أو المؤمنين بنفسي، قال: فرميتُ بسيفي، فلا أدري أين هو إلى الساعة.

وقال ابن سعد بإسناده: أمّر عثمان عبد الله بن الزُّبير على الدار، وقال: مَن كانت


(١) الأخبار السالفة في طبقات ابن سعد ٣/ ٦٦، وقوله: طاب امضرب، قال ابن الأثير في النهاية (طيب) أراد: طاب الضرب، فأبدل لام التعريف ميمًا، وهي لغة معروفة.
(٢) التبيين ١٨٠.