للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أحمد بإسناده عن ابن عمر قال: ذكر رسول الله ﷺ فتنةً، فمرَّ رجلٌ مُقَنَّع، فقال رسول الله ﷺ: "يُقتَل فيها هذا المقنَّعُ مظلومًا"، قال ابن عمر: فنظرت فإذا الرجل عثمان (١).

رَجَعْنا إلى قتل عثمان، قال الطبري في تاريخه: حدثني يعقوب، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن عَوْن بإسناده، وقال ابن سعد بإسناده عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد:

أن محمد بن أبي بكر تَسوَّر على عثمان من دارِ عمرو بن حزم، ومعه كِنانة بن بِشْر بن عتَّاب وسُودان بن حُمران وعمرو بن الحَمِق، فوجدوا عثمان عند امرأته نائلة، وهو يقرأ سورة البقرة من المصحف، فتقدَّمهم محمد بن أبي بكر، فأخذ بلحية عثمان وقال: قد أخْزاك الله يا نَعْثَل، فقال عثمان: لستُ بنَعْثَل ولكني عبد الله وأميرُ المؤمنين، فقال محمد: ما أغنى عنك مُعاوية وفلان وفلان؟ فقال عثمان: يا ابن أخي، دعْ عنك لحيتي فما كان أبوك ليَقْبضَ على ما قبضتَ عليه، فقال محمد: ما أريدُ بك أشدَّ من قبضتي على لحيتك، فقال عثمان: أَستنصِرُ بالله عليك وأستعينُ به، ثم طعن جبينَه بمِشْقَصٍ في يده، ورفع كِنانةُ بن بشر بن عتّاب مَشاقِصَ كانت في يده فوَجأ بها في أصل أُذُن عثمان، فمضت حتى دخلت في حَلْقه، ثم علاه بالسيف حتى قتلَه.

قال عبد الرحمن بن عبد العزيز: فسمعتُ ابنَ أبي عون يقول: ضرب كِنانة بن بِشر جبينَه ومُقَدَّم رأسِه بعمود حديد، فخرَّ لجَنبه، وضربه سُودان بن حُمران المراديّ بعدما خَرَّ لجَنبه فقتله، وأما عمرو بن الحَمِق فوَثب على عثمان، فجلس على صدره وبه رَمَقٌ، فطعنه تسعَ طَعْنات وقال: أما ثلاثٌ منهنّ فإني طعنتُهنّ لله، وأما ستّ فإني طعنتُه لما كان في صدري عليه (٢).

وقال ابن سعد بإسناده عن الزبير بن عبد الله، عن جدّته قالت: لما ضربه بالمشاقِص قال عثمان: بسم الله توكَّلتُ على الله، وإذا الدَّمُ يَسيل على لحيته يَقطُر، والمصحف بين يديه، فاتّكأَ على شِقّه الأيسر وهو يقول: سبحان الله العظيم، وهو في ذلك يَقرأ في


(١) مسند أحمد (٥٩٥٣).
(٢) تاريخ الطبري ٤/ ٣٧١، وطبقات ابن سعد ٣/ ٧٠ واللفظ له.