للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الواقدي: صَعدوا من دار عَمرو بن حَزْم، وكان قد دنا بعضُهم من الباب، فشغلوا مَن كان عليه بالقتال، مثل الحسن بن علي، وابن عمر، وابن الزبير، ومحمد بن طلحة، ومروان بن الحكم، وسعيد بن العاص، وبني أمية، وجاءت طائفة من وراء الدار فصعدوا إلى دار عمرو بن حزم، فتسوَّروا عليه منها، ولم يَعلم بهم مَن على الباب، فلما رآهم عثمان أخذ المصحف، فجعله في حجره فقتلوه.

واختلفوا في قاتله؛ فحكينا عن ابن سعد أن محمد بن أبي بكر باشر قتلَه ومعه ثلاثة وسمَّيناهم (١).

وأنكر جماعة أن يكون محمد باشر قتلَه، منهم البلاذري فإنه قال: لما قال له ما قال استرخت يده وخرج، وكذا قال المسعودي، فإنه لما أمسك لحيةَ عثمان قال له: يا محمد، لو رآك أبوك لساءه فِعلُك، فخجل، واسترخت يدُه، وخرج من الدار، ولم يَشهد قتلَه (٢).

وقال ابن سعد بإسناده عن كِنانة مولى صفيّة قال: رأيتُ قاتلَ عثمان في الدار، رجلًا أسود من أهل مصر يُقال له: جَبَلَة، رافع يديه يقول: أنا قاتلُ نَعْثَل.

وروى ابن سعد، عن حجَّاج بن نُصَير، عن أبي خَلدة، عن المسيّب بن دارم قال: إن الذي قَتل عثمان قام في قتال العدوِّ سبعَ عشرة سنة، يُقتَل مَن حوله، لا يُصيبه شيءٌ حتى مات على فراشه (٣).

وقال هشام: ضربه الغافقيّ بحَرْبةٍ فشجّه بها، فقطر الدّمُ على المصحف، فأبقى الحربةَ بيده ورفع المصحف، فضربه الغافقيّ برجله، ثم ضربه سودان بن حُمران بالسيف، فاتّقته نائلة زوجةُ عثمان، فقطع أصابعَ يديها، وضربه نيار بن عِياض الأسلمي بالسيف على وجهه.

وفي رواية عن هشام بن محمد: أن الذي باشر قَتْلَه الأسود النَّخَعيّ المصري.


(١) في (خ): ثلاثة عشر وسميناهم.
(٢) أنساب الأشراف ٥/ ١٩٦، ومروج الذهب ٤/ ٢٨٠ - ٢٨١.
(٣) الخبران في طبقات ابن سعد ٣/ ٧٩.