للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجانّ، يعني الحيّة (١).

قلت: وعامة الرّواة على خلاف ما ذكر الطبري، فإنهم أجمعوا على أن عثمان قُتِل قتلًا ولم يُخْنَق.

قال هشام: وجعل الغافقيُّ يَضرب برجله رأسَ عثمان، وهو مُلقى إلى جانب المصحف.

وقال جدّي في "التّلقيح" (٢): واختلفوا في قاتله؛ فقيل: قتله الأسود التُّجيبي من أهل مصر، وقيل: جبلة بن الأيهم من مصر، وقيل: قتله سُودان بن رومان المرادي، وقيل: وَجَأه محمد بن أبي بكر بمِشْقَص، ثم دَفّف عليه التُّجيبي ومحمد بن أبي حُذيفة، فضرباه بأسيافِهما حتى أثبتاه، وكان صائمًا.

قلت: محمد بن أبي حذيفة لم يشهد قتلَ عثمان، وعامّة المؤرّخين على أنه كان بمصر.

وقال هشام: ودخل عُمَير بنُ ضابئ فنَزا على عثمان، فكسر ضِلعًا من أضلاعه، وقال: سجنتَ أبي ضابئًا حتى مات في السِّجن.

وكان السّببُ في حبس عثمان ضابئَ بن الحارث؛ أنه استعار كلبًا من قومٍ من الأنصار في زمان الوليد بن عُقبة يُدعى قُرحان لصيد الظَّبي، فمنعه منهم، فأخذوه قَهرًا، فقال: [من الطويل]

وكلبُكم لا تتركوا فهو أمّكم … فإن عُقوقَ الأُمَّهات كبيرُ

من أبيات، فاستعدَوْا عليه عثمان، فَعَزَّرهُ وحبسه حتى مات في السّجن، وهذا مما أُخذ أيضًا على عثمان.

وعمير هو القائل (٣): [من الطويل]

هَمَمْتُ ولم أفعلْ وكِدتُ وليتَني … تركتُ على عثمانَ تَبكي حَلائلُهْ


(١) الخبران في الطبري ٤/ ٣٨١ - ٣٨٤.
(٢) ص ١١٠.
(٣) الذي في المصادر أن القائل ضابئ البرجمي أبو عمير، ورواية البيت السابق في المصادر: لا تتركوه وأمكم، وفيه فحش كبير.