للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقائلةٍ قد مات في السِّجنِ ضابئٌ … ألا مَن لخَصْمٍ لا يَجدْ مَن يُجادِلُهْ

وقيل: إن عُميرًا أنفذ السيفَ في بطن عثمان (١).

وقال الواقدي: أقبل عُمير بن ضابئ والكُميل بن زياد ليقتلا عثمان، ثم نكصا، وسوف نذكر قتلَ الحجاج عمير بن ضابئ والكُميل بنَ زياد في أيام الحجاج.

وقال أبو اليقظان: ولما انتهبوا ما في دار عثمان أخذوا مُلاءَةَ نائلة، فتنحَّت فقال: ويح أم هذه ما أتمَّ عَجيزَتَها، فوَثب عليه غلامٌ لعثمان فقتله.

وذكره الطبري فقال: الذي أخذ مُلاءة نائلة اسمُه كُلثوم بن تُجيب (٢).

وحكى سيف، عن مُجالد، عن الشعبي، عن المغيرة بن شُعبة قال: قُلْتُ لعلي: إن هذا مقتولٌ، وإنه إن قُتِل وأنت بالمدينة ألحدوا فيك، فاخرجْ فكُن في موضع كذا وكذا، فإنك إنْ فعلتَ ذلك وكنتَ في غارٍ باليمن طلبك الناس، قال: فأبى حتى قُتل عثمان، وألزموه دمَه.

وقال سيف بهذا الإسناد: لما أُغشي على عثمان جَرُّوا برجله، وصاحت نائلة وبناتُه، وجاء التُجيبي مخترِطًا سيفَه ليَضَعه في بطنه فوَقَتْه نائلة، فقطع إصبعَها، وأتّكأ بالسيف على صدره فأخرجه من ظهره.

وقال الطبري بإسناده عن يزيد بن أبي حبيب: وَليَ قتلَ عثمان نهران الأصبَحيّ (٣).

وقال البلاذري: قال عليّ للحسن والحسين: اذهبا بسيفكما فقِفا على الباب، فلا يَصل أحدٌ إلى عثمان، وبعث الصحابة أولادهم، فرُمي الحسنُ بسهم فشُجَّ في وجهه، وشُجَّ قَنْبَر ومحمد بن طلحة، فخاف محمد بن أبي بكر أن ترى بنو هاشم الدماءَ على وجهِ الحسن والحسين فيَكشفوا الناس عن عثمان، فقال: تَسوَّروا عليه الجدار، فتَسوَّروا فقَتلوه، ولم يكن عنده أحدٌ سوى نائلة، فصرخت فلم يَسمع الناسُ صُراخَها من شدَّةِ الجَلَبة والصِّياح، فصعِدت إلى السَّطح وصاحت: قُتل أميرُ المؤمنين، وبنو


(١) طبقات فحول الشعراء ١٧٣ - ١٧٥ (والمصادر فيه)، وتاريخ الطبري ٤/ ٤٠٢ - ٤٠٣، وأنساب الأشراف ٥/ ٢٢٠.
(٢) تاريخ الطبري ٤/ ٣٩١.
(٣) تاريخ الطبري ٤/ ٣٩٤ وما قبله منه.