للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هاشم على الباب لا يَعلمون.

وبلغ عليًّا قتلُه، فأقبل إلى الباب، وقال للحسن والحسين وقنبر وابن الزّبير وابن طلحة: وَيحكم، كيف قُتل وأنتم بالباب، وشتمَهم، فقال له ابن طلحة: وكان أمرُ الله قَدرًا مَقدورًا، فدخل وقال لنائلة: مَن قتَله؟ فقالت: دخل محمد بن أبي بكر، فقال له عثمان: كذا وكذا، فاستَرْختْ يدُ محمد، وكان معه رجلان فقتلاه، فجلس علي والحسن والحسين وابن الزبير وابن طلحة يَبكون، وذهب المصريّون إلى بيت المال فانتَهبوه، فلم يَجدوا فيه سوى غِرارتين (١).

واختلفوا في الوقت الذي قُتل فيه على أقوال؛

أحدها ذكره ابن سعد عن الواقدي فقال: حدثنا محمد بن عمر بإسناده عن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال: بُويع عثمان بالخلافة أوَّلَ يوم من المحرّم سنة أربعٍ وعشرين، وقُتل يوم الجمعة لثماني عشرة ليلةً خلت من ذي الحجّة سنة ستّ وثلاثين بعد العصر، وكان صائمًا، ودُفن ليلةَ السبتِ بين المغرب والعشاء في حُشّ كوكب بالبقيع، فهو مقبرة بني أمية اليوم، وكانت خلافتُه اثنتي عشرة سنة غير اثني عشر يومًا، وقُتل وهو ابنُ اثنتين وثمانين سنة، قال: وكان أبو معشر يقول: قُتِل وهو ابن خمس وسبعين سنة (٢).

قلت: وقول الواقدي سنة ست وثلاثين وَهم، وقد حكاه الطبري (٣)، والأصحّ سنة خمس وثلاثين.

وقال ابن سعد بإسناده عن الربيع بن مالك بن أبي عامر، عن أبيه قال: كان الناس يَتَوَقَّون أن يَدفنوا مَوتاهم في حُشِّ كَوكب، فكان عثمان بن عفان يقول: يوشكُ أن يَهلك رجلٌ صالح فيُدْفَنَ هناك، فتتأسّى به الناس، قال مالك بن أبي عامر: فكان عثمان بن عفان أوّلَ مَن دُفن هناك (٤).

قال الجوهوي: الحَشّ -بفتح الحاء وضمّها- البُستان، قال: والحشر أيضًا


(١) أنساب الأشراف ٥/ ١٩٦ - ١٩٧.
(٢) طبقات ابن سعد ٣/ ٧٣.
(٣) في تاريخه ٤/ ٤١٥.
(٤) طبقات ابن سعد ٣/ ٧٣.