للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أعتق مكحولًا لصَون دِينه

كفّارةً لله عن يمينه

والغَدرُ قد لاح على جَبينه

وقال الطبري: اسم الغلام سَرْجَس (١)، وقال عبد الرحمن بن سليمان التيمي: [من الرجز]

لم أر كاليوم أخا إخوانِ

أعجبَ من مُكَفِّر الأيمان

بالعتقِ في معصيةِ الرحمن

وقال أبو اليقظان: ثم صاح أمير المؤمنين، يا طلحة، أنشدك الله، ألم تسمع رسول الله يقول: "مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه"؟ قال: بلى، قال: فلمَ تُقاتلني وقد بايعتَني؟ فانصرف طلحة، ثم أنشب القوم القتال.

وحكى الطبري عن الزهري قال: قال علي: يا طلحة، أجئتَ بعِرس رسول الله تُقاتل بها، وخَبَأتَ عِرسَك في البيت، أما بايعتَني؟ فقال: بايعتُك وعلى عُنقي اللُّجّ.

وقال أيضًا: قال أميرُ المؤمنين: أيُّكم يَعرض على القوم هذا المصحف، فإن قُطعت يدُه أخذه بيده الأخرى، فإن قُطعت يدُه أخذه بأسنانه؟ فقال فتى من القوم: أنا، فقال له: اعرِض عليهم هذا، وقل لهم: بيننا وبينكم كتابُ الله، ففعل، فحمل عليه فتى من القوم فقتله، فقال علي: الآن طاب الضِّراب، احملوا عليهم فحَملوا، وما كان يَبدؤهم بالقتال حتى يَبدؤوه.

وفي رواية: فقطعوا يدَه فأخذه بالأخرى، فقُطعت فأخذه بأسنانه، فقتلوه (٢).

وقال الهيثم: واسمُ الغلام المقتول مُسلم، فقالت أُمُّه وكانت عجوزًا كبيرة: [من الرجز]


(١) تاريخ الطبري ٤/ ٥٠٩، وفي ٤/ ٥٠٢ أن اسمه مكحول.
(٢) تاريخ الطبري ٤/ ٥٠٩، ٥٥١.