للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول: بَشِّره -أو بَشِّروه- بالنار.

وقال ابن سعد بإسناده عن إسماعيل بن أبي خالد قال: أخبرني قيس بن أبي حازم قال: لما مات طلحة دفنوه على شَطّ الكلأ فرآه بعضُ أهله في المنام فقال: ألا تُريحوني من هذا الماء، فإنني قد غَرِقتُ؟ ثلاث مرات، فنبشوه من قبره أخضرَ كأنه السِّلْق، فنَزَفوا عنه الماء، ثم استخرجوه، فإذا ما يَلي الأرض من لحيته ووجهِه قد أكلته الأرض، فاشترَوْا دارًا من دور آل أبي بَكرة، فدفنوه فيها (١).

وقال هشام: دُفن في بني سعد، في مكان يُقال له قَنْطرةُ بني قُرَّة، ثم رأته ابنتُه عائشة بنت طلحة في منامها بعد ثلاثين سنة، وهو يشكو إليها كَثرة الماء، فأرسلت فأخرجتْه أخضرَ طريًّا مثلَ السِّلق، بعد أن نَزَفوا عنه الماء، ولم يَذهب منه شيءٌ سوى إصبَع واحدة، فدُفِن في دارٍ بالبصرة هي قَبرُه اليوم، وهو ظاهر يُزار، وتولّى إخراجَه عبد الرحمن بنُ سَلامة التميمي.

وقال ابن سعد عن الواقدي، عن أشياخه قالوا: قُتل طلحة يوم الجمل، وكان يوم الخميس؛ لعشر خَلَون من جُمادى الآخرة، سنة ست وثلاثين (٢).

ذكر سِنِّه:

واختلفوا فيه؛ حكى ابن سعد عن الواقدي قال: كان يومَ قُتل ابنَ أربع وستين سنة.

وحكى أيضًا عن الواقدي: ابن اثنتين وستين سنة (٣)، وقال هشام: ابنَ ستين سنة.

ذكر أمواله:

حكى ابن سعد، عن الواقدي، عن أشياخه: أن طلحة كان يُغَلُّ له كل يوم ألفَ درهم ودانِقَين.

وفي رواية الواقدي أيضًا: أنه كان يُغَلُّ له بالعراق ما بين أربع مئة ألف إلى خمس مئة ألف، ويُغَلُّ بالسَّراة عشرة آلاف دينار، وكان لا يَدع أحدًا من بني تَيم عائلًا إلا كَفاه مُؤنتَه ومُؤنةَ عياله، وزوَّج أياماهم، وأخدَم عائلَهم، وقضى دَينَ غارِمِهم، وكان يُرسل


(١) الخبران في طبقات ابن سعد ٣/ ٢٠٦، ٢٠٤.
(٢) طبقات ابن سعد ٣/ ٢٠٥.
(٣) طبقات ابن سعد ٣/ ٢٠٥.