السلام بعدما فرغ من أصحاب الجمل، فرحَّب به وقال: إني لأرجو أن يَجعلَني الله وأباك من الذين قال الله: ﴿إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ [الحجر: ٤٧]، قال: ورجلان جالسان على ناحية البساط، فقالا: الله أعدلُ من ذلك، تقتلُهم بالأمس، وتكونون إخوانًا على سُررٍ متقابِلين في الجنة؟! فقال علي: أبعد الله أرضَك وأسحقَها، فمَن إذا لم أكن أنا وطلحة؟ ثم قال لعمران: كيف أهلُك، مَن بقي من أمهات أولاد أبيك؟ أما إنا لم نَقبض أرضكم هذه السنين ونحن نُريد أن نأخذَها، إنما أخَذناها مخافةَ أن ينتهبها الناس، يا فلان، اذهب معه إلى ابن قَرَظة، فليَدفَعْ إليه أرضَه، وغَلَّة هذه السنين، يا ابن أخي، وأتنا في الحاجة إذا كانت لك.
وفي رواية ابن سعد أيضًا، عن عمران لما دخل [على] عليٍّ قال له: تعال ها هنا يا ابن أخي، فأجلسه على طِنْفِسة، وقال: والله إني لأرجو أن أكون أنا وأبو هذا ممن قال الله فيهم: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ قال: ابن الكَوَّاء: الله أعْدلُ من ذلك، فقام إليه أمير المؤمنين بدِرَّتِه فضربه بها، وقال: أنت وأصحابُك تنكرون هذا.
وفي رواية ابن سعد: إن أمير المؤمنين لما رَحّب بابن طلحة، قال له: يا أَمير المؤمنين، تُرَحِّب بي وقد قتلتَ والدي، وأخذتَ مالي؟! قال: أما مالُك فهو مَعزول في بيت المال، فاغْدُ إليه فخُذْه، وأما أبوك فوالله ما قتلتُه، ولا أمرتُ بقتله، وإني أرجو أن أكون أنا وإياه من الذين قال الله في حقهم: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ﴾ الآية، فقال رجل أعور من همدان: الله أعدل من ذلك، فصاح عليّ صيحةً تداعى لها القصر وقال: وَيلَك، فمَن ذاك إذا لم نكن نحن أولئك؟
وفي رواية ابن سعد: وكان علي بالكوفة لما قدم عليه عمران، وأن القائل: الله أعدل من ذاك، الحارت الأعور الهَمداني، وذكره (١).
هذا آخر كلام ابن سعد.
وقد ذكر الهيثم: أن عِمران لما دخل على أمير المؤمنين تَرحَّم على طلحة، وردَّ