للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يحمل ويقول: [من الرجز]

الغَمراتِ ثم ينجلينا

وفي هذا اليوم قُتل عمار لما نذكره في موضعه.

وقال هشام: قاتلت ربيعة في ذلك اليوم دون أمير المؤمنين قتالًا عظيمًا، والراية بيد حُضَين بن المنذر، ولما مَرّ أمّير المؤمنين بعمار فرًاه قتيلًا بكى بكاء عظيمًا، وبكى الناس، وقال لربيعة وهَمْدَان، أنتم دِرعي ورُمحي، وكانوا قد أبلَوا بلاء حسنًا، فانتدب له اثنا عشر ألفًا، وحمل على بغلته، وحملوا معه حملةَ رجل واحد، فلم يبق لأهل الشام صفٌّ إلا انتقض، وانتهَوا إلى صفِّ معاوية، وأمير المؤمنين يقول: [من الرجز]

أضرِبُهمْ ولا أرى معاويه

الجاحِظَ العينِ العظيمَ الحاويه

ثم صاح: ويحك يا ابنَ هند، علامَ تفنى الناس، هلمَّ أحاكمك إلى السيف؛ فأيّنا قُتل استقام الناس للآخر، فخاف معاوية وانتفض، فقال له عمرو: قد أنصفك وما يَحسن بك إلا مبارزتُه، فقال له: طمعتَ فيها بعدي، أما علمتَ أنَّه ما بارزه رجلٌ إلا قتله.

وقال هشام: وبيان أمير المؤمنين قد أبرز في ذلك اليوم لواء رسول الله ﷺ الَّذي كان يقاتل تحته، ولم يكن أبرزه قبل ذلك اليوم، وأعطاه لقيس بن سعد بن عبادة، فضجّ المسلمون بالبكاء، واجتمع حوله المهاجرون والأنصار، فقال قيس بن سعد: [من البسيط]

هذا اللواء الَّذي كنا تَحُفُّ به … دون النبيِّ وجبريلٌ لنا مَدَدُ

ما ضَرَّ مَن كانت الأنصار عَيبتَه … أن لا يكون له من غيرهم مَدَدُ (١)

وقدَّم معاوية بين يديه كبيد الله بن عمر بن الخطاب في أربعة آلاف ينادون: يا دم عثمان، وعبيد الله يقول: [من الرجز]


(١) تاريخ دمشق ٣/ ٣٤٦ (مخطوط).