يجدا ففي السنة … وذكر بمعنى ما تقدم، وقال: فإن تُوفّي أحد الحكمين قبل انقضاء الحكومة؛ فلشيعته أن يختاروا مكانَه رجلًا ممن يَرْضَون به من أهل الصلاح والعدل … وذكر كلامًا طويلًا.
وذكر أنَّه كان من شهود الكتاب من أصحاب أمير المؤمنين: الحسن والحسين، ومحمد بن الحنفية، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وسهل بن حُنَيف، وعقبة بن عامر الجُهَنيّ، ورافع بن خَديج الأنصاري، وعمرو بن الحَمِق، وحُجْر بن عديّ الكنديّ، وذكر جماعة آخرين منهم الأشتر، وهو وَهْم لأن الأشتر ما حضره.
قال: ومن أهل الشام: حَبيب بن مَسْلَمة الفِهريّ، وأبو الأعور السُّلَميّ، وبُسْر بن أرطاة القُرشيّ، ومعاوية بن خَديج الكِنديّ، وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعُتبة ومحمد ابنا أبي سفيان أخوا معاوية، وذكر جماعة آخرين، وكُتب يوم الأربعاء لثلاث عشرة [ليلة] بقين من صفر سنة سبع وثلاثين، وإنْ رأيا لم يجتمعا في رمضان في هذا العام أن يُؤخّرا ذلك العام القابل فعلا (١).
قلت: وهذه الرواية أحسن من رواية أبي مخنف؛ لأن هؤلاء أعيان الفريقين.
رجع الحديث إلى أبي مخنف قال: لما كتب الكتاب دعا علي الأشتر فقال: اشْهَد، فقال: لا صَحبتني يميني، ولا نفعتني بعدها شمالي إن خُطّ لي في هذه الصحيفة اسم على صُلح ولا موادَعة، أو لست على بيّنة من ربي، [ويقين] من إضلال عدوّي، أو لستم قد رأيتم الظَّفَر، أو لم تُجمعوا على الحق؟ فقال الأشعث بن قيس: والله إنك ما رأيت ظَفرًا ولا خَوَرًا، هلُمَّ إلينا فإنه لا رغبة بك عنّا، فقال الأشتر: بلى والله إن الرغبة عنك في الدنيا والآخرة، ولقد سَفَك الله بسيفي هذا دمَ رجالٍ ما أنت خير منهم عندي، ولا أحرَمُ دمًا، فسكت الأشعث.
وقال أبو مِخنف: وخرج الأشعث بذلك الكتاب يقرؤه على الناس، ويعرضه عليهم، حتَّى مرَّ بطائفةٍ من بني تميم؛ فيهم عُروة بن أُدَيَّة، وهو أخو أبي بلال، فقال
(١) الأخبار الطوال ١٩٤ - ١٩٦، ووقعة صفين ٥٠٤ - ٥٠٨، وما بين حاصرتين منهما.