للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها حديث المؤاخاة، قال الترمذي بإسناده عن السدّي، عن عبد الله بن عمر قال: آخى رسول اللهِ بين أصحابه، فجاء علي تدمع عيناه فقال: يا رسول الله، آخيتَ بين أصحابك، ولم تؤاخ بيني وبين أحد؟! فقال له رسول الله : "أنت أخي في الدنيا والآخرة". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح (١).

حديث ارتقائه على كتفي رسول الله :

قال أحمد في "المسند" (٢): حدثنا أسباط بإسناده، عن علي بن أبي طالب قال: انطلقتُ أنا ورسول الله حتى أتينا الكعبة، فقال لي نبي الله: "اجلس"، فجلستُ، فصَعِد على مَنكبيّ، فذهبتُ لأنهضَ به فلم أُطِق، ورأى مني ضَعْفًا، فنزل، وجلس لي نبيُّ الله ثم قال: "اصعد عليَّ" فصعَدتُ على مَنكبيه، فنهض بي، وإنه ليُخَيَّل إليّ أنني لو شئتُ أن أنال أُفق السماء لنِلتُه، حتى صعدت على البيت، وعليه تمثالُ صُفْرٍ أو نحاس، فجعلتُ أزاوله من عن يمينه وعن شماله، وبين يديه ومن خلفه، حتى إذا استمكنتُ منه؛ قال لي رسول الله : "اقذفه"، فقذفتُه فتكسَّر كما تتكسَّر القوارير، ثم نزلتُ، فانطلقنا نَستَبِقُ حتى توارينا بالبيوت، خَشيةَ أن يلقانا أحدٌ من الناس.

وروى عن ابن المسيب أنه قال: فلهذا كان علي يقول: اسألوني عن طرق السماء فإني أعرف بها من طرق الأرضين، ولو كشف الغطاء ما ازددت يقينًا. قال: ولم يكن أحد من الصحابة يقول ذلك غيره.

حديث الموالاة:

قال أحمد في مسند زيد بن أرقام بمعناه، قال: حدثنا عفان بإسناده، عن ميمون أبي عبد الله قال: قال زيد بن أرقم وأنا أسمع: نزلنا مع رسول الله بواد يقال له: وادي خُمٍّ، فأمر بالصلاة فصلّاها بهَجير، قال: فخطبنا رسول الله ، وظُلِّل له بثَوبٍ على شَجرة من الشمس، فقال: "ألستم تَعلمون -أو تشهدون- أني أولى بكلِّ مؤمنٍ من


(١) كذا، وقد روى الترمذي (٣٧٢٠) هذا الحديث من طريق جميع بن عمير التيمي، عن ابن عمر، لا من طريق السدي. وإنما روى السدي حديثًا بعده عن أنس بن مالك قال: كان عند النبي طير فقال: اللهمَّ ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير فجاء علي فأكل معه. ونقل المصنف هنا عن الترمذي قوله: حسن صحيح، والذي في الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
(٢) برقم (٦٤٤).