للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا بدّ من بسّط الكلام على هذه الجملة، وإيضاح ما أبْهمه ابن سعد، وما نقل عن العلماء كابن إسحاق والواقدي وهشام والبلاذري وغيرهم، فنقول:

أول أزواجه فاطمة بنت رسول الله ، ولم يتزوّج عليها حتى تُوفّيت عنده، وكان له منها الحسن، والحسين، وزينب الكبرى، وأم كُلثوم الكبرى، ويقال: إنه كان له منها ولدٌ آخر يقال له: مُحَسِّن، مات صغيرًا.

قال الموفق في كتاب "الأنساب" مُحَسِّن بن علي ، لا نعرفه إلا في الحديث الذي يرويه هانئ بن هانئ، عن علي قال: لما وُلد الحسن جاء رسول الله فقال: "أروني ابني ما سمَّيتموه؟ " قال: فقلت: حربًا، قال: "بل هو حسن"، فلما ولد الحسين قال: "ما سمّيتموه؟ " قلت: حربًا، قال: "بل هو حُسَين"، فلما وُلد الثالث قال: "ما سمّيتموه؟ " قلت: حربًا، قال: "بل هو مُحَسّن" ثم قال: "إني سَمِّيُتهم بأسماء ولد هارون: شِبْر وشُبَير ومُشَبِّر".

قال الموفّق: والظاهر أن المُحَسِّن مات طفلًا (١).

وقد ذكرنا هذا الحديث في السنة الثالثة من الهجرة عند ولادة الحسن مُسندًا.

وتزوَّج أمير المؤمنين بعد فاطمة أمَّ البنين بنت حِزام بن ربيعة بن الوليد بن كعب بن عامر بن كلاب، كذا نسبها الطبري (٢)، ونَسَبُ ابن سعد أصحّ.

وقال الهيثم: وحِزام بن ربيعة: أخو لبيد الشاعر. فأولدها العباس، وعثمان، وجعفر، وعبد الله، وقد ذكرنا أنهم قتلوا مع الحسين.

وقال البلاذري: والعبَّاس يُلَقَّب بالسَّفَّاء، ويكنى أبا قِربة، لأنه حَمل للحسين قربةً من الماء يوم الطّفوف، ومالك بن حِزام أخو أم البَنين، قُتل مع المختار بالكوفة (٣).


(١) التبيين ١٣٣، وانظر تاريخ الطبري ٥/ ١٥٣.
(٢) الذي في تاريخ الطبري ٥/ ١٥٣: بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد …
(٣) أنساب الأشراف ٢/ ١٣٧.