للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: زوِّجنيها، فقال: اغْرُب، بفيك الكَثْكَثُ، ولك الأَثْلَب، أغرَّك ابنُ أبي قُحافة حيث زوَّجك أمَّ فَروة، وإنها لم تكن لا من العَواتِك، ولا من الفَواطم من سُليم، فقال: قد زوَّجتم مَن هو أخمل مني نَسبًا، وأوضع حَسَبًا، قال: ومَن هو؟ قال: المِقداد بن الأسود، قال: فعل ذلك رسول الله ، وهو أعلم بما فَعَل، ولئن عُدتَ إلى مِثلها لأسُوأنّك (١).

والكَثْكَثُ: فُتاتُ الحجارة والتراب، وفيه لغتان: كسر الكاف وفتحها، والأَثْلَبُ أيضًا فيها لغتان الكسر والفتح، وهو مثله (٢)، وقيل: هذا دعاء عليه، مثل قولك: ثَكِلَتك أمُّك.

وأما قول الأشعث عن المقداد فإن رسول الله كان قد زوَّجه ضُباعة بنت الزبير، وهي ابنة عمّ رسول الله ، وقد ذكرناه في سنة ثلاث وثلاثين في ترجمة المِقداد، وكان المقداد من المهاجرين الأوَّلين وأهل بدر، ولم يكن مثل الأشعث بن قيس؛ فإنه ارتدَّ عن الإسلام، وقد ذكرنا عن أبي بكر أنه نَدِم عند الموت على تركه حيث لم يقتله، وكان من المنافقين على أمير المؤمنين، ثم رأى رأيَ الخوارج في آخر عُمره، وجَعْدة ابنتُه هي سَمَّت الحَسَن لما نذكره.

ذكر موالي أمير المؤمنين:

كان له عدة موالي، والمشهور منهم قَنْبَر، ويحيى بن أبي كثير، فأما قَنبر فكان يُلازمه، وأما يحيى فروى عنه الحديث، وروى عنه الأوزاعي، وكان عالمًا فاضلًا. قال أبو إسحاق السَّخْتِياني (٣): ما بقي على وجه الأرض أعلم من يحيى، مات سنة تسع وعشرين ومئة. وروى عنه ابنه عبد الله بن يحيى (٤).


(١) العقد الفريد ٦/ ١٣٦.
(٢) انظر الصحاح ١/ ٢٩٠.
(٣) كذا، وهو أيوب بن أبي تميمة، أبو بكر البصري، انظر تهذيب الكمال (٥٩٧) وفروعه.
(٤) انظر المعارف ٢١٨.