للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وقال ابن عبد البَرِّ (١): كان عَقِيلٌ أنسبَ قُريشٍ وأَعلمَها بأيّامها، ولكنه كان مُبَغَّضًا إليهم لأنه كان يعدُّ مساوئهم، وكانت تُطرحُ له طِنْفِسَةٌ في مسجدِ رسولِ الله ، وكان يجتمع إليه علماءُ النَّسَب، وكان أسرعَ الخامسِ جوابًا، فنسبوه إلى الحَماقَة، لأنه كان يَعْرِفُ مثالبهم، فاختلقوا عليه أحاديث مُزوَّرةً، وأعانهم على ذلك مغاضبتُه لأخيه عليّ، وخُروجُه إلى معاويةَ وإقامتُه معه.

قال: وقال له معاوية يومًا: هذا أبو يزيد، لولا عِلْمُهُ بأنني خير له من أخيه، لما أقام عندي. فقال له عَقِيل: أخي خيرٌ لي في ديني، وأنتَ خيرٌ لي في دنياي، وقد آثَرْتُ دُنْياي، وأسأل الله خاتمة الخير.

واختلفوا في وفاته. أمَّا ابن سعد فإنَّه قال (٢): قالوا: مات عَقِيل بن أبي طالب في خلافة معاوية بن أبي سفيان بعدما عَمِيَ، وله عَقِبٌ اليوم، وله دار بالبقيع رَبَّةٌ -يعني كثيرة الأهل- واسعة.

وقال هشام: توفي سنة خمسين. وكذا رُويَ عن الواقدي. وقال خليفةُ: وقد قيل: إنه عاش إلى أيام ابنِ الزبير (٣). وهو وَهْمٌ.

ذِكرُ أولاده:

قال: ابن سعد (٤): كان له من الولد يزيدُ -وبه كان يُكنى- وسعيد، وأُمُّهما أم سعيد بنت يزيد (٥) بن مُدْلِج، من بني صعصعة (٦).


(١) في "الاستيعاب" ص ٥٨٥ - ٥٨٦.
(٢) في "الطبقات" ٤/ ٤١.
(٣) لم أقف عليه، عند خليفة، وأخرج ابن عساكر عنه ٤٨/ ١٣٦ - ١٣٧ قوله: مات في خلافة معاوية.
(٤) في "الطبقات" ٤/ ٣٨، وما سيرد بين حاصرتين منه.
(٥) في "الطبقات": أم سعيد بنت عمرو بن يزيد …
(٦) في "الطبقات" من بني عامر بن صعصعة.