للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد ذكرنا طرفًا من هذا في غَزاة الحُدَيبية.

قال الواقديّ: وشهد المغيرة بعد ذلك المشاهِدَ كلَّها مع رسول الله ، وقَدِمَ وَفْدُ ثقيف، فأنزلهم عليه، فأكرمهم، وبعثه رسولُ الله صلى الله عليه مع أبي سفيان بن حرب إلى الطائف، فهدموا الرَّبَّةَ (١).

وشهد مع رسولِ الله صلى الله عليه حجَّةَ الوَداعِ. ولَمّا دُفِنَ رسولُ الله صلى الله عليه ألقى خاتَمه في قَبْرِهِ ثم نزل فأخذه (٢). وقد ذكرناه.

وقال الواقديّ: ولما تُوفّي رسولُ الله بعثه أبو بكر إلى أهل النُّجَيْر (٣)، وشهدَ اليمامةَ، وفتوحَ الشام، واليرموك، وأُصيبت عينُه فيه، وشهد القادسية، ووَليَ لعمر بن الخطاب ولاياتٍ، منها البصرة والكوفة، وفتحَ مَيسان، ودَسْت مَيسان (٤)، ولقي العجَمَ بالمَرْغاب (٥)، فهزمهم، وفتحَ سوق الأهواز، وغزا نهر تيرى (٦)، ومَناذِر الكبرى، وفتحَ هَمَذان، وكان على مَيسَرَة النعمان بن مُقَرِّن في فتح نهاوند.

والمغيرةُ أوَّلُ من وَضَعَ ديوانَ البصرة، وقُتل عمر (٧) وهو والٍ على الكوفة، ثم وَليَها بعدَ ذلك لمعاوية.

وقال ابن سعد (٨) بإسناده عن قيس بن أبي حازم، عن المغيرة بن شعبة قال: كنتُ جالسًا عند أبي بكر الصدّيق؛ إذ عُرِضَ عليه فرسٌ له، فقال له رجل من الأنصار:


(١) هذا الخبر تتمة الخبر قبله، وهو في "الطبقات" ٥/ ١٧٥. والرَّبَّة يعني اللات.
(٢) ينظر "الطبقات" ٥/ ١٧٦ - ١٧٧، و"مختصر تاريخ دمشق" ٢٥/ ١٦٢.
(٣) النُّجَير: حصن باليمن قرب حضرموت، لجأ إليه أهل الردّة مع الأشعث بن قيس أيام أبي بكر . معجم البلدان ٥/ ٢٧٢.
(٤) ميسان: اسم كورة (بقعة) واسعة كثيرة القرى والنخل بين البصرة وواسط، ودَسْت ميسان: كورة بين واسط والبصرة والأهواز، وهي إلى الأهواز أقرب، وهي متصلة بميسان. معجم البلدان: ٢/ ٤٥٥ و ٥/ ٢٤٢.
(٥) مرغاب: قرية من قرى هَراة. معجم البلدان ٥/ ١٠٧.
(٦) قال ياقوت: هو نهر من نواحي الأهواز، غير أنه قال: إن تِيرَى فُتحت في سنة ثماني عشرة على يد سلمى بن القين وحرملة بن مُريط من قبل عتبة بن غزوان.
(٧) لم تُجوَّد العبارة في النسخ، فوقع في (ب) و (خ): قبل عمر، وفي (م): وقيل عمرو. والمثبت من "طبقات" ابن سعد ٥/ ١٧٧.
(٨) في "الطبقات" ٥/ ١٧٨.