للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو مِخْنَف (١): وبعثَ إلى عبد الله بن خاجفة الطائيّ، فَحَمَتْهُ طَيِّئٌ، فأخذ زيادٌ عديَّ بن حاتم، فحبسه في المسجد وقال: أُريدُ عبدَ الله منك. فقال: ما أدري أين هو. وأتى اليمانيون وربيعةُ ومضَر وأَهلُ الكوفة إلى زياد فكلَّموه في عديّ، فبعثَ إليه: أَخْرِجْ عبدَ الله من الكوفة وقد أَطْلَقْتُكَ. وبعث إليه عبد الله: أتريدُ أن أخرجَ حتى أَضَعَ يدي في يدك؟ فأرسل إليه عديّ: واللهِ لو كُنتَ تحت قدمي ما رفعتُها عنك، ولكن اخْرُجْ عن الكوفة، وإذا سكن غَضَبُهُ كلَّمتُه فيك. فخرج.

وقال أبو مخنف (٢): وجمع زياد من أصحاب حُجْر اثني عشر رجُلًا في السجْن، ثم دعا رؤوس الأرباع يومئذ: عمرو بن حُريث على رُبع المدينة، وخالد بن عُرفُطَةَ على رُبع تميم وهمدَان، وقيس بن الوليد بن عبد شمس بن المغيرة على ربيعة وكِنْدَة، وأبو بُردَة بن أبي موسى على مَذْحِج وأسد، فشهدوا جميعًا أن حُجْرًا جمع إليه الجُموع، وأظهرَ شَتْمَ الخليفة، ودعا إلى حَربِه، وزعم أنَّ هذا الأمر لا يصلحُ إلا في آل أبي طالب، ووثبَ في المِصْر، وأخرج عامِلَه، وأَظهر عُذْرَ أبي تُراب والترحُّمَ عليه، والبَراءَةَ من عَدوِّه، وأنَّ هؤلاء النَّفَرَ الذين معه على مثلِ رَأيه، وأنَّهم قد كفروا. ونظر زياد في المكتوب فقال: ما أظنُّ هذه الشهادةَ قاطعة.

قال أبو مِخْنَف عن أشياخه (٣): فأخذ زياد شهادةَ جماعة، منهم إسحاقُ بن طلحة بن عُبيد الله، وإسماعيل بن طلحة بن عُبيد الله، والمنذرُ بن الزبير، وعمارةُ بن عقبة بن أبي مُعَيط، وعمرو (٤) بن سعد بن أبي وَقَّاص، وشَبَث بن ربعيّ، ومصقَلَة بن هُبَيرة الشيباني، وحجَّار بن أبْجَر العِجْليّ، وزَحْر بن قَيس الجُعفيّ، وشُرَيح بن الحارث القاضي (٥)، وشَمِر بن ذي الجَوْشن.


(١) المصدر السابق.
(٢) تاريخ الطبري ٥/ ٢٦٨. وفي آخر هذه الفقرة اختلاف عنه.
(٣) المصدر السابق ٥/ ٢٦٩.
(٤) في "تاريخ" الطبري: عمر.
(٥) جاء في هذا الخبر في "تاريخ" الطبري ٥/ ٢٧٠ أنه كُتب في الشهود شُريح بن الحارث القاضي؛ قال شُريح: سألني عنه فأخبرتُه أنه كان صوَّامًا قوَّامًا.