للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو مِخْنَف: وشهدَ بهذه الشهادة سبعون رجلًا من الأعيان، ودفع الكتابَ إلى وائل بن حُجْر، وكثير بن شهاب، وأمرهما بحملهم على إبل صِعابٍ بغير وطاءٍ ولا دِثار، مُكَبَّلين في الحديد، وسار معهم صاحبُ الشرطة عَشِيَّةً حتى أَخْرَجَهم عن الكوفة.

ذِكْرُ أساميهم:

حُجْرُ بن عديّ بن جَبَلَةَ الكِنْديّ، والأرقم بن عبد الله الكِنْديّ، وشريك بن شدَّاد الحَضْرميّ، وصيفيّ بن فسيل، وقَبِيصة بن ضُبَيعة بن حَرمَلَة العَبْسيُّ، وكريم بن عفيف الخَثْعمي، وعاصم بن عوف البَجَليّ، وكِدام بن حَيان، وعبد الرحمن بن حسان العَنَزي (١) من بني هُميم، ومُحرِزُ بن شهاب التميمي من بني مِنْقَر، وعبد الله بن حويَّة السّعديّ (٢).

وكتب زياد كتابًا إلى معاوية فيه:

قد أحسنَ اللهُ عند أميرِ المؤمنين بلاءه، وكادَ له عدوَّه، وكفاه مُؤْنَةَ من بغى عليه. إنَّ طواغيتَ من هذه الطائفة التُّرابية (٣) -ورأسُهم حُجْرُ بن عديّ- فارقوا الجماعةَ، ونصبوا لنا الحَرْبَ، فأظهرَنا اللهُ عليهم، وأَمكَنَنا منهم، وقد شهد عليهم أشراف أهلِ العصر وذوو السِّنِّ منهم، بما شاهدوه وعلموه، وقد بعثتُ بهم إلى أمير المؤمنين ليرى فيهم رَأيَه.

فقرأ الكتابَ معاويةُ على الناس، وكان قد كُتِبَ في الشهود اسمُ شُرَيح بن هانئ، ولم يشهد.

ولما قفل وائلُ بن حُجْر من الكوفة دفع إليه شُريحُ بن هانئ كتابًا مختومًا إلى معاوية، فلما قرأ معاويةُ كتابَ زياد على أهل الشام قال: ما تَرَوْنَ في هؤلاءِ النَّفَر الذين شهِدَ


(١) في "تاريخ" الطبري ٥/ ٢٧١: العَنَزِيَّان (يعني عبد الرحمن بن حسان، وكدام بن حيان).
(٢) هم اثنا عشر رجلًا (كما سلف) فلم يذكر المصنف ورقاء بن سمي. ثم إن زيادًا أتبعهم بعتبة بن الأخنس، وسعيد بن نمران، فتمُّوا أربعة عشر رجلًا. ينظر "تاريخ" الطبري ٥/ ٢٧١ - ٢٧٢. وفي رواية ابن سيرين: خمسة عشر، ينظر "تاريخ دمشق" ٤/ ٢٦٥ (مصورة دار البشير)، ومختصره ٦/ ٢٣٨.
(٣) نسبهم إلى أبي تراب ويقصد سيِّدنا عليّ .