للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقام شَمِر بن عبد الله من بني قُحافة فقال: هبْ في ابنَ عمي، فقال: على أنَّه لا يدخلُ الكوفةَ. قال: نعم، فوهبه له.

ثم قال معاويةُ للعَنَزيّ: يا أخا ربيعة، ما تقولُ في أبي تُراب؟ فقال: لا تسألني، فإنَّه خيرٌ لكَ، فقال: لا بُدَّ. فقال: أشهدُ أنه كان من الذاكرين الله كثيرًا، الآمرين بالمعروف، القائلين بالحقِّ، القائمين بالقِسْط، العافين عن الناس. قال: فما تقولُ في عثمان؟ فقال: هو أوَّلُ من فتح بابَ الفتنة، وأَرْتَجَ بابَ الحَقِّ. فقال معاوية: قَتَلْتَ نَفْسَكَ، فقال: لا، بل إِيّاكَ قَتَلْتُ. فبعث به إلى زياد وقال: اقتُلْهُ شَرَّ قِتْلَة. فدفنَه زياد في قُسِّ الناطفِ حيًّا (١).

وذكر الطبري (٢) عن أبي مِخْنَف أن هذين الرجلين لَمّا قُتِلَ ستَّةٌ من القَوْم قال: ابعثوا بنا إلى معاوية .. وذكر بمعنى ما ذكرنا، وذكر أن العَنَزيَّ قال: ولا ربيعة بالوادي. يعني أنه لم يكن عند معاوية من يُكلِّمُه فيه من قومه.

ذِكْرُ تسمية من قُتِلَ من أصحابِ حُجْر، ومَنْ نجا منهم:

أما من قُتِلَ منهم: فشريك بن شدَّاد الحَضْرميُّ، وصيفيُّ بن فسيل الشيباني، وقبِيصةُ بن ضُبيعة العَبْسي، ومُحْرِز بن شهاب المنقري (٣)، وكِدام بن حيَّان العَنَزي، وحُجْر. قُتِلوا وصُلِّيَ عليهم.

وأما من نجا منهم: فكريم بن عفيف، وعبد الله بن حَويَّة، وعاصم بن عوف، وقيل: ابن عمرو، وورقاء بن سُميّ، والأرقم بن عبد الله، وعتبة بن الأخْنس، وسعيد بن نمران، وهم سبعة.

وقال أبو مِخْنَف: قال مالك بن هُبيرة السَّكوني حين أبي معاويةُ أن يُشفِّعَه في حُجْر بن عديّ وقد اجتمع إليه قومُه من كِنْدَةَ والسَّكونِ واليَمَن: سِيروا بنا إلى حُجْر لنُخلِّصَهُ من


(١) موضع قرب الكوفة، وينظر أيضًا "أنساب الأشراف" ٤/ ٢٩٠.
(٢) في "تاريخه" ٥/ ٢٧٦ - ٢٧٧.
(٣) في النسختين (ب) و (خ): العبسي، والمثبت من "تاريخ" الطبري ٥/ ٢٧٧، و"أنساب الأشراف" ٤/ ٢٩٣، وقد سلف ذكر محرز بن شهاب في أصحاب حُجر.