للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تركي سعيدًا ذا النَّدَى … والبيتُ يُعملُ (١) بالدِّعامَهْ

وصحبتُ عَبْدَ بني عِلا … جٍ (٢) تلك أشراطُ القِيامَهْ

وشَرَيتُ بُرْدًا ليتَني … من بعدِ بُرْدٍ كنتُ هَامَهْ

[أو بُومةً] تدعُو الصَّدَى … بين المُشَقَّرِ (٣) واليَمامَهْ

ومعنى شَرَيتُ: أي: بِعْتُ (٤).

ولَمَّا هجا ابنُ مُفَرِّغ عبَّادًا بسجستان؛ هربَ منه إلى البصرة وعُبيدُ الله يومئذٍ عند معاوية؛ لَمَّا قدمَ معه أشرافُ أهل البصرة. فكتب عبَّاد بنُ زياد إلى أخيه عُبيد الله بشعرِ ابنِ مُفرِّغ، فلما وقفَ عليه، دخل إلى معاوية، وأنشده إيَّاه وقال: لا بدَّ من قتله، فقال له معاوية: أدِّبْه ولا تقتُلْه.

ولَمَّا قدم ابنُ مُفَرِّغ البصرة من سجستان؛ استجار بالأحنف، فقال: لا أُجِيرُ على ابنِ سُمَيَّة. فدار على جماعة، منهم خالد بنُ عبد الله، وعمر بن عُبيد الله بن معمر (٥)، والمنذر بن الجارود، فكلُّهم وعدَه أن يُجِيرَه إلا المنذر فأجارَه وأدخلَه دارَه، وكانت بَحْرِيَّة بنتُ المنذر عند عُبَيد الله بن زياد.

فلما قدم عُبيد الله البصرة؛ سألَ عن ابنِ مُفَرِّغ، فقيل له: هو في دار المنذر.

وجاء المنذر مسلِّمًا، فأرسل ابنُ (٦) زياد الشُّرَط، فدخلوا دار المنذر، وأخذوا ابنَ مُفَرِّغ، فلم يشعر المنذر وهو عند ابن زياد [إلا] وابنُ مُفَرِّغ قائمٌ على رأسه، فقام المنذر فقال: أيُّها الأمير، إني قد أجرتُه. فقال: يا منذر، يمدحك وأباك، ويهجوني وأبي، ثم تُجيرُه علي!.


(١) في "أنساب الأشراف": يعمد، وفي "الأغاني" و"وفيات الأعيان": ترفعه.
(٢) بنو عِلاج: بطن من ثَقِيف. "وفيات الأعيان" ٦/ ٣٤٧.
(٣) هو حصن بالبحرين قديم، وما سلف بين حاصرتين من "الأغاني" ١٨/ ٢٦١.
(٤) هو من الأضداد، يقع على البيع والشراء. وينظر الخبر مفصلًا في المصادر المذكورة سابقًا.
(٥) في (خ): يعمر، وهو خطأ.
(٦) في (ب) و (خ): إلى ابن. وهو خطأ.